للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به) وتفسير ذلك]-

(سورة القيامة) (باب لا تحرك به لسانك لتعجل به) الآية (عن سعيد بن جبير) (١) عن ابن عباس في قوله تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به) (٢) قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة (٣) فكان يحرك شفتيه (٤) قال فقال لي ابن عباس أنا أحرك شفتيّ كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك (٥) وقال سعيد أنا أحرك كما رأيت ابن عباس يحرك شفتيه (٦) فأنزل الله عز وجل (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه) قال جمعه في صدرك ثم نقرؤه (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) فاستمع له وأنصت (ثم إن علينا بيانه) فكان بعد ذلك (٧) إذا نطق جبريل فرآه كما قرأه (وعنه من طريق ثان) (٨) قال قال ابن عباس كان إذا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآن يريد أن يحفظه قال الله عز وجل لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه (سورة المرسلات) (باب والمرسلات عرفا) (عن عبد الله) (٩) قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار (١٠) فنزلت عليه (والمرسلات عرفًا) (١١) فأخذتها من فيه وإن فاه


(باب) (١) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن أبي عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير الخ (٢) (التفسير) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره هذا تعليم من الله عز وجل لرسول الله في كيفيه تلقيه الوحي من الملك، فإنه كان يبادر إلى أخذه ويسابق الملك في قراءته فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له وتكفل الله له أن يجعله في صدره وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه وأن يبينه له ويفسره ويوضحه، فالحالة الأولى جمعه في صدره، والثانية تلاوته، والثالثة تفسيره أو إيضاح معناه، ولهذا قال تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به) أي بالقرآن كما قال تعالى، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علمًا، ثم قال تعالى (إن علينا جمعه) أي في صدرك (وقرآنه) أي قرأه عليك جبريل فجعل قراءة جبريل قراءته لأنه نزل به من عند الله عز وجل (فاتبع قرآنه) أي فاستمع قراءته عليك ثم اقرأه كما أقرأك (ثم إن علينا بيانه) أي إذا أشكل عليك شيء من معانيه بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا (٣) أي حالة نزول الوحي لثقله (٤) قيل كان صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي حرك لسانه مع الوحي مخافة أن ينساه، وقال عامر الشعبي أنما كان يعجل بذكره إذا أنزل عليه من حبه له وحلاوته في لسانه فنهي عن ذلك حتى يجتمع، لأن بعضه مرتبط ببعض اهـ (٥) أي يريهم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه (٦) قال العيني ومثل هذا الحديث يسمى بالمسلسل بتحريك الشفة لكن لم يتصل بسلسلة وقلّ في المسلسل الصحيح (٧) أب بعد نزو قوله تعالى، لا تحرك به لسانك لتعجل به (٨) (سنده) حدثنا سفيان قال وقال موسى بن أبي عائشة سمعت سعيد بن جبير يقول قال ابن عباس الخ (تخريجه) (ق مذ) وابن أبي حاتم وابن جرير والبغوي (باب) (٩) (سنده) حدثنا سفيان عن عاصم عن يزيد عن عبد الله (يعني ابن مسعود) قال الخ (غريبه) (١٠) أي غار حراء كما يستفاد من الطريق الثانية (١١) قال القرطبي جمهور المفسرين على أن المرسلات الرياح، وقال البغوي، والمرسلات عرفا يعني الرياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس أن المرسلات الرياح، وقال البغوي: والمرسلات عرفًا يعني الرياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس وقيل عرفًا أي كثيرًا، تقول العرب الناس إلى فلان عرف واحد إذ توجهوا إليه فأكثروا، هذا معنى قول

<<  <  ج: ص:  >  >>