-[تفسير قوله تعالى (والمرسلات عرفا) وما جاء في سورة التكوير والمطففين]-
لرطب بها (١) فلا أدري بأيها ختم (٢)(فبأي حديث بعده يؤمنون أو وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون) سبقتنا حية (٣) فدخلت في جحر فقال النبي صلى الله عليه وسلم قدر وقيتم (٤) شرها ووقيت شركم (وعنه عن طريق ثان (٥) قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (والمرسلات عرفا) ليلة الحية قال فقلنا وما ليلة الحية يا ابا عبد الرحمن قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء ليلًا خرجت علينا حية من الجبل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها فطلبناها فأعجزتنا فقال دعوها عنكم فقد وقاها الله شركم كما وقاكم شرها (سورة التكوير)(عن ابن عمر)(٦) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره أن ينظر إلي يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء انشقت وأحسبه أنه قال سورة هود (سورة المطففين)(عن ابن عمر)(٧) أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (يوم يقوم الناس لرب العالمين)(٨) قال يقومون حتى بلغ الرشح آذانهم (وعنه من طريق
مجاهد وقتادة، قال مقاتل يعني الملائكة التي أرسلت بالمعروف من أمر الله ونهيه وهي رواية مسروق عن ابن مسعود، وهو قول أبي هريرة (١) أي فمه لم يجف ريقه لأنه كان أول زمان نزولها (٢) يعني فلا يدري ابن مسعود بأن الآيتين ختم رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءته حين خرجت عليهم الحية، وإليك تفسير هاتين الآيتين (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون) أي إذا أمر هؤلاء الجهلة من الكفار أن يكونوا من المصلين مع الجماعة امتنعوا من ذلك واستكبروا عنه ولهذا قال تعالى (ويل يومئذ للمكذبين) أي ويل لهم من عذاب الله غدًا ثم قال تعالى (فبأي حديث بعده يؤمنون) أي إذا لم يؤمنوا بهذا القرآن فبأي كلام يومنون به؟ (٣) تقع على الذكر والأنثى ودخلت الهاء لأنه واحد من جنس كبطة ودجاجة (٤) بضم الواو وكسري القاف مخففة فيهما (٥) (سنده) حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال وحدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) سورة التكوير) (٦) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من تفسير سورة هود في هذا الجزء صحيفة ١٧٨ رقم ٣٠٨ فارجع إليه. (٧) (سنده) حدثنا حسن حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر الخ (٨) هذه الآية متعلقة بما قبلها من الآيات في أول السورة وهو قوله تعالى للمطفيين (وإليك تفسير هذه الآية) يبخسون حقوق الناس في الكيل والوزن، قال الزجاج إنما قيل الذي ينقص المكيال والميزان مطفف لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء اليسير الطفيف (وعن ابن عباس) قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلًا فأنزل الله عز وجل ويل للمطففين فأحسنوا الكيل والميزان (الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون) اي أخذوا بالكيل من الناس يأخذون حقوقهم وافية تامة، قال الفراء من وعلى يعتقبان في هذا الموضع لأنه حق عليه فإذا قال اكتلت عليك: فكأنه قال أخذت عليك، وإذا قال اكتلت منك فكأنه قال استوفيت منك، والضمير المنصوب في (وإذا كالوهم أو وزنوهم) راجع إلى الناس، أي كالوا لهم أو وزنوا لهم فحذف الجار وأوصل الفعل، ويحتمل أن المطففين كانوا لا يأخذون ما يكال ويوزن إلا بالمكاييل لتمكنهم بالاكتيال من الاستيفاء والسرقة لأنهم يدعون