للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله تعالى (يوم يقوم الناس لرب العالمين) وصعوبة الموقف والحساب]-

ثان) (١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يوم يقوم الناس لرب العالمين) في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (٢) في الرشح إلى إنصاف آذانهم (سورة الانشقاق) (باب فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا) (عن عائشة) (٣) رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حوسب يوم القيامة عذب (٤) فقلت أليس قال الله عز وجل (فسوف يحاسب حسابًا يسيرا)؟ (٥) قال ليس ذلك بالحساب ولكن ذلك العرض، (٦) من نوقش الحساب يوم القيامة عذب (سورة البروج) (باب وشاهد ومشهود) (عن أبي هريرة) (٧) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية (وشاهد ومشهود قال


ويحتالون في الملء، وإذا أعطوا كالوا ووزنوا لتمكنهم من البخس في النوعين (يخسرون) ينقصون يقل خسر الميزان وأخسره (ألا يظن أولئك أنه مبعوثون ليوم عظيم) يعني يوم القيامة ادخل همزة الاستفهام على لا النافية توبيخًا وليست ألا هذه للتنبيه، وفيه إنكار وتعجب عظيم من حالهم في الاجتراء على التطفيف كأنهم لا يخطر ببالهم ولا يخمنون تخمينًا إنهم يبعثون ويحاسبون على مقدار الذرة (يوم يقوم الناس لرب العالمين) أي يقومون من قبورهم حفاة عراة في موقف صعب حرج ضيق ضنك على المجرم ويغشاهم من أمر الله تعالى ما تعجز القوى والحواس عنه ولذلك قال في الحديث حتى يبلغ الرشح آذانهم (والرشح) بفتح الراء المشددة وسكون المعجمة هو العرق بالتحريك لأنه يخرج من بدنه شيئًا فشيئًا كما يترشح الإناء المتخلل الأجزاء (وحكى القاضي) أبو بكر بن العربي أن كل أحد يقوم عرقه معه وهو خلاف المعتاد في الدنيا، فإن الجماعة إذا وقفوا في الأرض المعتادة أخذهم الماء أخذًا واحدًا لا يتفاوتون فيه، وهذا من القدرة التي تخرق العادات: والإيمان بها من الواجبات (١) (سنده) حدثنا مؤمل حدثنا حماد يعني ابن زيد حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٢) تقدم الكلام على هذا اليوم في الباب الأول من تفسير سورة المعارج في هذا الجزء فارجع إليه (تخريجه) (ق لك وغيرهم) (باب) (٣) (سنده) حدثنا إسماعيل قال أنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة الخ (غريبه) (٤) جاء في رواية للشيخين بلفظ (ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك) وظاهره العموم في تعذيب كل من حوسب وهو يعارض الآية لأنها تدل على أن بعضهم لا يعذب، وهذا ما دعا عائشة رضى الله عنها إلى السؤال فأجابها النبى صلى الله عليه وسلم بأن مقصود الحديث من نوقش الحساب، والمناقشة في الحساب هي المعاصرة فيه واستقصائه فلم يترك قليلًا ولا كثيرًا إلا حاسبه عليه، أما ما جاء في الآية فالمراد به العرض وهو إبراز الأعمال وإظهارها فيعرف صاحبها ذنوبه ثم يتجاوز عنه، ولذلك عبر عنه في الآية بالحساب اليسير وحينئذ فلا معارضة (٥) أول الآية (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابًا يسيرا: وإليك تفسيرها (التفسير) (فأما من أوتي كتابه بيمينه) أي كتاب عمله فسوف يحاسب حسابًا يسيرا) أي سهلًا لينًا بلا تعسير وهو أن يجازي على الحسنات ويتجاوز عن السيئات وبقية الآية (وينقلب إلى أهله) إلى عشيرته إن كانوا مؤمنين أو إلى فريق المؤمنين أو إلى أهله في الجنة من الحور العين (مسرورا) أي فرحا (٦) تقدم شرحه وكذلك شرح المناقشة والله أعلم (تخريجه) (قد مذ نس) وابن جرير والبغوي (باب) (٧) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت على بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان عم عمار مولى بني هاشم، أما علىّ فرفعه أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما يونس فلم يعدُ أبا هريرة أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>