-[قوله تعالى (والفجر وليال عشر والشفع والوتر إذا يسر) الآية وتفسيرها]-
سجودكم (سورة الفجر)(باب والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر)(عن جابر)(١) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العشر عشر الأضحى (٢) والوتر يوم عرفة
الترجمة ولتفسير الآية (التفسير) قال الله عز وجل (سبح اسم ربك الأعلى) قال القرطبي أي عظم ربك الأعلى والاسم صلة قصد به تعظيم المسمى كما قال لبيد (إلى الحول ثم إلى السلام عليكما * ومن يبك حولًا كاملًا فقد اعتذر) وقيل نزه ربك عن السوء وعما يقول فيه الملحدون، وذكر الطبري أن المعنى نزه اسم ربك عن أن تسمى به أحدًا سواه، وروى أبو صالح عن ابن عباس ص بأمر ربك الأعلى، قال وهو أن تقول سبحان ربي الأعلى، وروى عن على وابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي موسى وعبد الله بن مسعود رضى الله عنهم أنهم كانوا إذا فتحوا قراءة هذه السورة قالوا سبحان ربي الأعلى امتثالًا لأمره في ابتدائها فيختار الاقتداء بهم في قرائتهم لا أن سبحان ربي الأعلى من القرآن كما قاله بعض أهل الزيغ، وقيل إنها في قراءة أبي سبحان ربي الأعلى، وكان ابن عمر يقرؤها كذلك، وفي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأها قال سبحان ربي الأعلى (قلت) يعني حديث ابن عباس المذكور في الباب، قال وهذا كله يدل على أن الاسم هو المسمى لأنهم لم يقولوا سبحان اسم ربي الأعلى، وقيل إن أول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل عليه السلام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل يا جبريل أخبرني بثواب من قال سبحان ربي الأعلى في صلاته أو في غير صلاته؟ فقال يا محمد ما من مؤمن ولا مؤمنة يقولها في سجوده أو في غير سجوده إلا كانت له في ميزانه أثقل من العرش والكرسي وجبال الدنيا، ويقول الله تعالى صدق عبدي أنا فوق كل شيء وليس فوقي شيء: اشهدوا يا ملائكتي إني قد غفرت له وأدخلته الجنة، فإذا مات زاره ميكائيل كل يوم: فإذا كان يوم القيامة حمله على جناحه فأوقفه بين يدي الله تعالى فيقول يارب شفعني فيه، فيقول قد شفعتك فيه فاذهب به إلى الجنة، هكذا ذكره القرطبي في تفسيره بغير سند ولم يعزه إلى أحد ولم أقف عليه لغيره والظاهر أن هذا الحديث إن لم يكن موضوعًا فهو ضعيف جدًا والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب حدثنا عياش بن عقبة حدثني خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر الخ (غريبه) (٢) فسره النبي صلى الله عليه وسلم بعشر الأضحى يعني العشر الأول من شهر ذي الحجة وأضيفت إلى الأضحى لأن يوم عيد الأضحى منها، وفسر الوتر بيوم عرفة لكونه التاسع، وفسر الشفع بيوم النح لكونه العاشر: وللعلماء كلام في ذلك سيأتي في التفسير وأول الآية قوله تعالى (والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر) أقسام خمسة أقسم الله بها، فقد يقسم الله تعالى بأسمائه وصفاته لعلمه، ويقسم بأفعاله لقدرته، كما قال تعالى (وما خلق الذكر والأنثى) ويقسم بمفعولاته لعجائب صنعه كما قال: (والشمس وضحاها) (والسماء وما بناها) (والسماء والطارق) ولم يذكر في الحديث الفجر والليل وإليك تفسير الجميع (التفسير) قال الله عز وجل (والفجر) أقسم الله تعالى بالفجر وهو الصبح كقوله: والصبح إذا أسفر: أو بصلاة الفجر، وقيل غير ذلك، وهذا أشهر الأقوال (وليال عشر) عشر ذي الحجة وهو تفسير النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، وإنما نكرت لزيادة فضلها، وقيل العشرة الأول من المحرم أو الأواخر من رمضان ولا قول لأحد بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم (والشفع والوتر) فسر الشفع في الحديث بيوم النحر لأنه العاشر، والوتر بيوم عرفة لأنه التاسع، وقيل شفع كل الأشياء ووترها أو شفع هذه الليالي ووترها أو