للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كلام العلماء في الشفع والوتر وقوله تعالى (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد)]-

والشفع يوم النحر (عن عمران بن حصين) (١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الشفع والوتر فقال هي الصلاة بعضها شفع (٢) وبعضها وتر (باب فيومئذ لا يعذب عذابه أحد الخ) (حدثنا محمد بن جعفر) (٣) حدثنا شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عمن سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقرأ (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) (٤)


شفع الصلاة ووترها، وهذا القول جاء في الحديث التالي (والليل إذا يسر) أي إذا سار وذهب، وهو قول ابن عباس كما قال تعالى (والليل إذا أدبر) وقال قتادة إذا داء وأقبل وأراد كل ليلية، وقال مجاهد وعكرمة والكلبي هي ليلة المزدلفة، والظاهر العموم، قرأ أهل الحجاز والبصرة يسري بالياء في الوصل ويقف ابن كثير ويعقوب بالياء أيضًا والباقون يحذونها في الحالين، في حذف فلو فاق رءوس الآي، ومن أثبت فلأنها لام الفعل، والفعل لا يحذف منه في الوقف نحو قوله هو يقضي وأنا أقضي، وسئل الأخفش عن العلة في سقوط الياء فقال الليل لا يسري ولكن يسري فيه فهو مصروف فلما صرفه بخسه حقه من الإعراب كقوله (وما كانت أمك بغيا) ولم يقل- بغية- لأنه صرف من باغية، وهذه الأسماء كلها مجرورة بالقسم والجواب محذوف وهو لتعذبن يا كفار مكة، يدل عليه قوله تعالى (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) إلى قوله تعالى (فصب عليهم ربك سوط عذاب) وقال ابن الأنباري هو: إن ربك لبالمرصاد (هل في ذلك قسم لذي حجر) قال مقاتل (هل) هنا في موضع أن تقديره أن في ذلك قسمًا لذي حجر، فلفظ هل على هذا في موضع جواب القسم، وقيل هي على بابها من الاستفهام الذي معناه التقرير كقولك ألم أنعم عليك إذا كنت قد أنعمت، وقيل المراد بذلك التأكيد لما أقسم به وأقسم عليه، والمعنى بل في ذلك مقنع لذي حجر، والجواب على هذا (إن ربك لبالمرصاد) أو مضمر محذوف، ومعنى (لذي حجر) أي لذي لب وعقل وكذا قال عامة المفسرين، سمي به لأنه يحجر صاحبه عما لا يحل ولا يجمل كما يسمى عقلًا لأنه يعقله عن القبائخ، ونُهَي، لأنه ينهى عما لا ينبغي وأصل الحجر المنع والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة (١) (سنده) حدثنا أبو داود هو الطيالسي حدثنا همام عن قتادة عن عمران بن عصام أن شيخنا حدثه من أهل البصرة عن عمران بن حصين الخ (غريبه) (٢) أي كالرباعية والثنائية (وبعضها وتر) كالمغرب فإنها ثلاث وهي وتر النهار وكذلك صلاة الوتر في آخر التهجد من الليل، قاله أبو العالية والربيع بن أنس وغيرهما (تخريجه) (مذ طل) وفي إسناده عندهما رجل مبهم، وكذلك عند الإمام أحمد فقد رووه جميعًا من طريق قتادة عن عمران بن عصام عن شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين، ورواه ابن أبي حاتم والحاكم من طريق قتادة أيضًا عن عمران بن عصام شيخ من أهل البصرة فجعلا الشيح البصري هو عمران بن عصام وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وكذلك رواه ابن جرير بسنده عن عمران بن عصام عن عمران بن حصين ولم يجزم ابن جرير بشيء من هذه الأقوال في الشفع والوتر والله أعلم (باب) (٣) (حدثنا محمد بن جعفر الخ) (غريبه) (٤) أول الآية (وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) (التفسير) (وجيء يومئذ بجهنم) روى مسلم بسنده عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ (يعنى يوم القيامة) لها سبعون ألف

<<  <  ج: ص:  >  >>