للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله عز وجل (والضحى والليل إذا سجى) وتفسير ذلك]-

يعني يفعل به (١) قال خالد وسألت عبد الرحمن ابن أبي بكرة قال فيومئذ لا يعذب أي يفعل به

(سورة الضحى) (باب والضحى والليل إذا سجى الخ)

(عن جندب بن سفيان) (٢) قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثًا فجاءته امرأة (٣) فقالت يا محمد لم أره فربك منذ ليلتين أو ثلاث (وفي لفظ) فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك (وفي لفظ) ما أرى صاحبك (٤) إلا قد أبطأ عليك) فأنزل الله عز وجل (والضحى (٥) والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى)


زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، وهكذا رواه الترمذي أيضًا (يومئذ) يعني يوم يحاء بجهنم (يتذكر الإنسان) أي عمله وما كان أسلفه في قديم دهره وحديثه (وأنى له الذكرى) قال الزجاج يظهر التوبة ومن أين له التوبة (يقول يا ليتني قدمت لحياتي) أي قدمت الخير والعمل الصالح لحيات في الآخرة أي لآخرتي التي لا موت فيها (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) قرأ الكسائي ويعقوب لا يعذب ولا يوثق بفتح الذال والثاء على معنى لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله يومئذ ولا يوثق كوثاقه يومئذ، وقيل هو رجل بعينه وهو أمية بن خلف يعني لا يعذب كعذاب هذا الكافر أحد ولا يوثق كوثاقه أحد، وقرأ الآخرون بكسر الذال والثاء أي لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله للكافر يومئذ ولا يوثق كوثاقه أحد يعني لا يبلغ أحد في الخلق كبلاغ الله في العذاب والوثاق وهو الإسار في السلاسل والأغلال نعوذ بالله من ذلك (١) أي يفعل به العذاب (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد (باب) (٢) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان يقول اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) قال الحافظ في التقريب جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي ثم العلقي بفتحتين ثم قاف أو عبد الله وربما نسب إلى جده له صحبة ومات بعد الستين اهـ (قلت) وقد نسبه الإمام أحمد هنا إلى جده فقال جندب بن سفيان (غريبه) (٣) هي العوراء بنت حرب أخت أبي سفيان وهي حمالة الحطب وهي أم جميل امرأة أبي لهب كما عند الحاكم (٤) هو جبريل عليه السلام وقد عبرت عنه في اللفظ السابق بالشيطان قاتلها الله، وهذا اللفظ ثابت في رواية البخاري أيضًا (٥) (التفسير) قال الله عز وجل (والضحى) المراد وقت الضحى وهو صدر النهار حين ترتفع الشمس، وإنما خص وقت الضحى بالقسم لأنها الساعة التي كلم اله فيها موسى عليه السلام وألقى السحرة سجدًا: بيانه قوله تعالى: وأن يحشر الناس ضحى، والنهار كله لقوله: والليل إذا سجى فقابله بالليل، (وقال أهل المعاني) فيه وفي أمثاله فيه إضمار مجازه ورب الضحى (والليل إذا سجى) أي سكن فأظلم وأدلهم، قال مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد وغيرهم، وذلك دليل ظاهر على قدرة خالق هذا: وهذا كما قال تعالى والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى: وقال تعالى فالق الإصباح وجعل الليل سكنًا: وقيل المراد سكون الناس والأصوات فيه وجواب القسم (ما ودعك ربك) وعدك بالتشديد قراءة العامة من التوديع وذلك كتوديع المفارق وروى عن ابن عباس وابن الزبير أنهما قرآه ودعك بالتخفيف ومعناهما واحد أي ما تركك منذ اختارك (وما قلى) أي ما أبغضك ربك منذ أحبك، وتأويل الآية ما ودعك ربك وما قلاك فترك الكاف لأنه رأس آية كما قال عز وجل: والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات

<<  <  ج: ص:  >  >>