للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله تعالى (أرأيت الذي ينهى عبدًا إذا صلى) نزلت في أبي جهل]-

(سورة العلق) (باب أرأيت الذي ينهى عبدًا إذا صلى) (عن عكرمة عن ابن عباس) (١) قال جاء أبو جهل (٢) إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي (٣) فنهاه فتهدده النبي (٤) صلى الله عليه وسلم فقال أنهددني؟! أما والله أني لأكثر أهل الوادي ناديًا (٥) فأنزل الله (أرأيت الذي ينهى عبدًا إذا صلى (٦) أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى) قال ابن عباس والذي نفسي بيده لو دعا ناديه لأخذته الزبانية (٧) (عن أبي حازم عن أبي هريرة) (٨) قال قال أبو جهل هل يغفر محمد وجهه بين أظهركم؟ (٩) قال فقيل نعم، قال واللات والعزى يمينًا (١٠) يحلف بها لئن رأيته يفعل ذلك (١١) لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب، قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته (١٢) قال فما فاجأهم منه إلا وهو بنكِص على عقبيه (١٣) ويتفى بيديه، قال قالوا له مالك؟ قال إن بيني وبينه لخندقًا من نار (١٤) وهولًا وأجنحة، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم


أي والذاكرات الله، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره قال العوفي عن ابن عباس لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن (يعني بعض القرآن في أول الأمر وهو بمكة) أبطأ عنه جبريل أيامًا فنغير بذلك، فقال المشركون ودعه ربه وقلاه، فأنزل الله: ما ودعك ربك وما قلى (وقال البغوى) اختلفوا في مدة احتباس الوحي عنه، فقال ابن جريج أثنا عشر يومًا، وقال ابن عباس خمسة عشر يومًا، وقال مقاتل أربعون يومًا والله أعلم (تخريجه) (قد مذ نس) وابن أبي حاتم وابن جرير والبغوي من طرق عن الأسود بن قيس عن جندب بن عبد الله البجلي (باب) (١) (سنده) حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا داود (يعني ابن أبي هند) عن عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (٢) هو عمرو بن هشام، ولم يدرك ابن عباس القصة فيحمل على سماعه ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أو من صحابي آخر (٣) أي عند المقام كما في رواية ابن جرير (وقوله فنهاه) يعني عن الصلاة (٤) يعني نهره النبي صلى الله عليه وسلم وأغلظ له في القول (٥) قال في النهاية النادي يجتمع القوم وأهل المجلس فيقع على المجلس وأهله اهـ والمعنى أنه يهدد النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة أتباعه وعشيرته وأهل مجلسه (٦) سيأتي تفسيرها في الحديث التالي (٧) أي الملائكة الغلاظ الشداد وهم خزنة جهنم سموا بذلك لأنهم يدفعون أهل النار إليها بشدة، مأخذ من الزبن وهو الدفع (تخريجه) (قد مذ نس) (٨) (سنده) حدثنا عارم قال حدثنا معتمر بن سليمان قال قال أبي حدثنا نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٩) هو كغاية عن كونه صلى الله عليه وسلم يصلي لأن التراب يلصق بوجه المصلى إذا سجد لاسيما وقد كانوا يصلون في الحرم على الأرض بغير فراش (١٠) بالنصب مفعول لفعل محذوف تقديره أقسم يمينًا الخ (١١) جاء عند البخاري لئن رأيت محمدًا يصلي عند الكعبة لأطأن الخ (وقوله لأطأن) بصيغة المضارع المتكلم مؤكدة باللام والنون الثقيلة من الوطأ وهو الدرس من باب سمع (١٢) أي عازمًا على أن ينفذ ويطأ رقبة النبي صلى الله عليه وسلم (١٣) أي فرجع القهقهري وجعل يشير بيديه كأنه يتقى شيئًا يخافه (١٤) أي حفرة من نار حالت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم (وهولًا) أي شيئًا مخوفًا أفزعني لخطفته الملائكة عضوًا عُضوا: ومعناه أن الملائكة لم تخطفه برمته بل تخطف أعضاءه عضوًا بعد عضو بقصد التمثيل به، وجاء عند الترمذي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو فعل لأخذته الملائكة عِيانًا (يعني أمام الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>