للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[سورة (لم يكن) وتفسيرها ومنقبة لأبي بن كعب رضى الله عنه]-

الزبانية (قال يعني الملائكة كلا لا تطعه واسجد واقترب (سورة لم يكن) (باب تفسيرها ومنقبة لأبي بن كعب) (عن أنس بن مالك) (١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب أن الله أمدني أن اقرأ عليك (لم يكن الذين كفروا) (٢) قال وسماني لك؟ (٣) قال نعم فبكى (٤) (عن أبي حبة البدري) (٥) قال لما نزلت لم يكن (وفي رواية) (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب إلى آخرها) قال جبريل عليه السلام يا محمد إن ربك يأمرك أن تقرئ هذه السورة أبي بن كعب فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبي إن ربي عز وجل أمرني أن اقرئك (٦) هذه السورة فبكى وقال ذُكِرت ثمة (٧)


وعشيرته فليتنصر بهم (سندع الزبانية) جمع زنبي مأخوذ من الزبن وهو الدفع (قال ابن عباس) يريد زبانية جهنم، سموا بذلك لأنهم يدفعون أهل النار إليها، قال الزجاج هم الملائكة الغلاظ الشداد، قال ابن عباس لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله (كلا) ردع لأبي جهل (لا تطعه) أي أثبت على ما أنت عليه من عصيانه كقوله: فلا تطع المكذبين: وداوم على العبادة وصل حيث شئت ولا نباله فإن الله حافظك وناصرك وهو يعصمك من الناس (واسجد) ودم على سجودك يريد الصلاة (واقترب) وتقرب إلى ربك بالسجود فإن أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد كما ورد والله أعلم (تخريجه) (م نس) وابن جرير والبغوي وابن أبي حاتم (باب) (١) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (٢) الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم خص أبيًا للتنويه به في أنه أقرؤ الصحابة فإذا قرأ عليه صلى الله عليه وسلم مع عظيم منزلته كان غيره بطريق التبع له: وفيه منقبة عظيمة لأبي بن كعب رضى الله عنه (٣) استفسره لأنه جوز أن يكون أمره أن يقرأ على رجل من أمته غير معين فيؤخذ منه الاشتبات في المحتملات (٤) إنما بكى أبي رضى الله عنه فرحًا وسرورًا أو خشوعًا وخوفًا من التقصير في شكر تلك النعمة، ويستأنس لتخصيص هذه السورة بحديث مرفوع جاء عند أبي نعيم في أسماء الصحابة لفظه (إن الله ليسمع قراءة لم يكن الذين كفروا فيقول أبشر عبدي فوعزتي لأمكنن لك في الجنة حتى ترضى) لكن قال الحافظ ابن كثير إنه حديث غريب جدًا (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد وقال رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من حديث شعبة به (٥) (سنده) حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن أبي حبة البدري الخ (غريبه) (٦) أي أعلمك بقراءتي عليك كيف تقرأ فلا منافاة بين قوله اقرأ عليك المذكور في الحديث السابق وبين قوله هنا أقرتك، وقد يقال كأن في قراءة أبي قصور فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقرئه على التجويد وأن يقرأ عليه ليتعلم منه حسن القراءة وجودتها (٧) أي هناك معين والنسائي، وقال الإمام أحمد وأبو زرعة ليس بالقوى (قلت) يعضده حديث أنس السابق، وفي الباب أحاديث أخرى تقدمت في باب ذكر آيات كانت في القرآن ونسخت صحيفة ٥٩ من هذا الجزء، وإليك تفسير هذه السورة جميعها (التفسير) قال الله عز وجل (لم يكن الذين كفروا) بمحمد صلى الله عليه وسلم (من أهل الكتاب) أي اليهود والنصارى (والمشركين) عبدة الأصنام والنيران ونحوها من العرب والعجم (منفكين) أي منفصلين عن الكفر، يقال فككت الشيء فانفك أي انفصل (حتى تأتيهم البينة) أي

<<  <  ج: ص:  >  >>