-[قصة الرجل الذي قال اقرئني يا رسول الله فاقرأ (إذا زلزلت الأرض)]-
(عن عبد الله بن عمرو)(١) قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أقرئني (٢) يا رسول الله قال له اقرأ ثلاثًا من ذات الر (٣) فقال الرجل كبرت سني واشتد قلبي وغلظ لساني، قال فاقرأ من ذات حم (٤) فقال مثل مقالته الأولى، فقال اقرأ ثلاثًا من المسبحات (٥) فقال مثل مقالته فقال الرجل ولكن اقرئني يا رسول الله سورة جامعة (٦) فاقرأه (إذا زلزلت الارض) حتى إذا فرغ منها قال الرجل والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدًا ثم أدبر الرجل: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح الرويجل (٧) أفلح الرويجل ثم قال علىّ به، فجاءه فقال له أمرت بيوم الأضحى (٨) جعله الله عيدًا لهذه الأمة، فقال الرجل أرأيت إن لم أجد إلا منيحة ابني أفأضحي بها؟ قال لا، ولكن تأخذ من شعرك وتقلم أظفارك وتقص شاربك وتحلق عانتك فذلك تمام أضحيتك عند الله (باب يومئذ تحدث أخبارها)(عن أبي هريرة)(٩) قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (يومئذ تحدث أخبارها) قال أتدرون ما أخبارها؟ (١٠) قالوا الله ورسوله، أعلم قال فإن
سلمة بن وردان ضعفه الإمام أحمد وغيره، وحسنه الترمذي: وأهل تحسين الترمذي له لكثرة طرقه والله أعلم (١) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثني عياش بن عباس عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو الخ (قلت) أبو عبد الرحمن اسمه عبد الله بن يزيد من مشايخ الإمام أحمد (وسعيد) هو ابن أبي أيوب (غريبه) (٢) من الإقراء وهو تعليم القرآن (٣) أي من السور التي تبدأ بهذه الحروف الثلاثة التي تقرأ مقطعة هكذا، ألف. لام. راء، والذي في القرآن منها خمس سور يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر (٤) أي من السور التي تبدأ بهذين الحرفين حا، ميم، وهي سبع سور، غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف (٥) أي من السور التي تبدأ بمادة التسبيح مطلقًا وهي سبع سور: الإسراء، والحديث، والحشر، الصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى (٦) يريد سورة جامعة لأهم الأمور مع كونها قصيرة (فأقرأه النبي صلى الله عليه وسلم إذا زلزلت الأرض) لأنها جمعت أهم أحوال الآخرة من القيامة والبعث والنشور والجزاء، وهي تناسب حال الرجل الذي كبر وأشرف على الموت (٧) تصغير رجل، قال في اللسان وتصغيره رجيل ورويجل على غير قياس حكاه سيبويه (٨) هذه الجملة وهي قوله أمرت بيوت الأضحى إلى آخر الحديث تقدمت في باب ما يجتنبه في العشر من أراد التضحية الخ صحيفة ٦٩ رقم ٥٨ في الجزء الثالث عشر وتقدم شرحها هناك وقد وقع فيها (إلا منيحة أنثى) وهي خطأ والصواب (إلا منيحة ابني) كما هنا وإن جاء في رواية أبي داود والنسائي بلفظ أنثى إلا أن لفظ ابني أنسب بسياق الحديث وهو الذي وقع في رواية الإمام أحمد والله أعلم (تخريجه) (د ك) مختصرًا إلى قوله أفلح الرويجل، وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال بل صحيح، يريد أنه صحيح ولكن ليس على شرطهما فإن عياش بن عباس روى له مسلم فقط، وعيسى بن هلال لم يرو له واحد منهما، وروى الشطر الثاني منه من قوله (أمرت بيوم الأضحى) الخ أبو داود والنسائي منفصلًا في كتاب الضحايا باب (٩) (سنده) حدثنا إبراهيم حدثنا ابن مبارك عن سعد بن أبي أيوب حدثني يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة الخ (غريبه) (١٠) بفتح الهمزة جمع