للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره) الخ وتفسير السورة كلها]-

أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة (١) بما عمل على ظهرها أن تقول (٢) عملت علىّ كذا وكذا (٣) يوم كذا وكذا (٤) قال فهو أخبارها (باب فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره الخ السورة) (عن صعصعة بن معاوية) (٥) عم الفرزدق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه (فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره) قال حسبي لا أبالي أن لا أسمع غيرها (٦)


خبر أي تحديثها (١) أي ذكر أو أنثى (٢) بدل بعض من أن تشهد أو بيان أو خبر مبتدأ محذوف تقديره شهادتها أن تقول الخ (٣) يعني من الطاعة أو المعصية (٤) من شهر كذا وعام كذا (تخريجه) (مذ نس ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب: وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وتعقبه الذهبي فقال يحيى بن أبي سليمان منكرًا لحديث قاله البخاري (قلت) وثقه ابن حبان والحاكم كذا في الخلاصة وفي التهذيب قال أبو حاتم مضطرب الحديث ليس بالقوي يكتب حديثه، ورواه أيضًا عبد بن حميد وابن جرير والبغوي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان (صلى الله عليه وسلم) (٥) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون أنا جرير بن حازم حدثنا الحسن عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق الخ وله طريق أخرى عند الإمام أحمد قال حدثنا أسود بن عامر ثنا جرير بالسند المتقدم قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ هذه الآية فذكر معناه (٦) أي يكفيني ذلك وإنما قال ذلك لأن هاتين الآيتين جمعتا كل ما يثاب الإنسان عليه من أعمال الخير وما يعاقب عليه من أعمال الشر (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني مرسلًا ومتصلًا ورجال الجميع رجال الصحيح اهـ (قلت) المرسل الطريق الأول والمتصل الطريق الثانية: وإليك تفسير هذه السورة المباركة (التفسير) قال الله عز وجل (إذا زلزلت الأرض) حركت الأرض حركة شديدة لقيام الساعة وليس بعدها زلزال قال تعالى: إن زلزلة الساعة شيء عظيم (إلى قوله) ولكن عذاب الله شديد) (زلزالها) تحريكها قرئ بفتح الزاي: فالمكسور مصدر: والمفتوح اسم (وأخرجت الأرض أثقالها) أي كنوزها وموتاها جمع ثقل بكثر المثلثة وسكون القاف وهو متاع البيت جعل ما فيها من الدفائن أثقالها (وقال الإنسان ما لها) زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظة ما في بطنها، وذلك عند النفخة الثانية حتى تزلزل وتلفظ موتاها أحياء فيقولون ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع كما يقولون: من بعثنا من مرقدنا: وقيل هذا قول الكافر لأنه كان لا يؤمن بالبعث، فأما المؤمن فيقول هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون (يومئذ) بدل من إذا وناصبها (تحدث) أي تحدث الخلق (أخبارها) فحذف أول القولين لأن المقصود ذكر تحديثها الأخبار لا ذكر الخلق، قيل ينطقها الله وتخبر بما عمل عليها من خير وشركما في حديث أبي هريرة المذكور هنا (بأن ربك أوحى لها) أي تحدث أخبارها بسبب إيحاء ربك لها، أي إليها وأمره إياها بالتحديث (يومئذ يصدر الناس) يصدرون عن مخارجهم من القبور إلى الموقف متفرقين بيض الوجوه آمنين وسود الوجوه فزعين أو يصدرون عن الموقف أشتاتًا متفرقين فآخذ ذات اليمين إلى الجنة وآخذ ذات الشمال إلى النار (ليروا أعمالهم) جزاء أعمالهم (فمن يعمل مثقال ذرة) نملة صغيرة أصغر ما تكون من النمل (خيرًا) تمييز (يره) أي ير جزاءه (ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره) قال ابن عباس ليس مؤمن ولا كافر عمل خير أو شرًا في الدنيا إلا أراه الله له يوم القيامة، فأما المؤمن فيرى حسناته وسيئاته فيغفر الله سيئاته ويثبته بحسناته وأما الكافر فنرد حسناته ويعذب بسيئاته، قال محمد بن كعب في هذه الآية: فمن يعمل مثقال ذرة

<<  <  ج: ص:  >  >>