-[سورة ألهاكم التكاثر وتفسيرها وقوله تعالى (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم)]-
(سورة ألهاكم)(باب ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم)(عن محمود بن لبيد)(١) قال لما نزلت (ألهاكم التكاثر) فقرأها حتى بلغ (لتسألن يومئذ عن النعيم)(٢) قالوا يا رسول الله عن أي نعيم نسأل (٣) وإنما هما الأسودان الماء والتمر وسيوفنا على رقابنا والعدو حاضر (٥) فعن أي نعيم نسأل؟ قال إن ذلك سيكون (٦)(عن الزبير ابن العوام) قال لما نزلت (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم)
خيرًا يره: من كافر يرى ثوابه في الدنيا في نفسه وماله وأهله وولده حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله خير، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره: من مؤمن يرى عقوبته في الدنيا في نفسه وماله وأهله وولده حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله شر: روى ابن جرير بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال لما نزلت إذا زلزلت الأرض زلزالها، وأبو بكر الصديق رضى الله عنه قاعد فبكى حين نزلت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا أبا بكر؟ قال يبكيني هذه السورة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم لخلق أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم اللهم، اغفر لنا بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين (باب) (١) (سنده) حدثنا يزيد أنا محمد يعني ابن أبي عمرو عن صفوان بن سليم عن محمود بن لبيد الخ (غريبه) (٢) سيأتي تفسيرها ضمن تفسير السورة (٣) معناه لسنا في نعيم فإن معيشتنا التمر والماء (٤) بيان لقوله الأسودان، أما التمر فأسود وهو الغالب على تمر المدينة فأضيف الماء إليه ونعت بنعته إتباعًا والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان فيسميان معًا باسم الأشهر فيهما كالقمرين والعمرين (نه) (٥) معناه، إن من كان هذا شأنه فلا يعد منعمًا بل خائفًا وجلًا (٦) هذا يحتمل وجهين أحدهما أن النعيم الذي تسألون عنه سيكون (والثاني) أن السؤال سيكون عن الأسودين فإنهما نعمتان من نعم الله تعالى (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن وفيه ضعف أسوء حفظه وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ وإليك تفسير هذه السورة (التفسير) قال الله عز وجل (ألهاكم التكاثر) أي شغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها والتباري في الكثرة والتباهي بها في الأموال والأولاد عن طاعة الله وطلب الآخرة وابتغائها (حتى زرتم المقابر) حتى أدرككم الموت على تلك الحال أو حتى زرتم المقابر وعددتم من يها من موتاكم مفتخرين بهم، روى سعيد عن قتادة قال كانوا يقولون نحن أكثر من بني فلان ونحن أعد من بني فلان وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم والله مازالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم، وعن مطرف بن عبد الله عن أبيه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر قال فقال يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت رواه (م حم) وسيأتي في باب ذم المال من كتاب المدح والذم (كلا) ردع وتنبيه على أنه لا ينبغي للناظر لنفسه أن تكون الدنيا جميع همه ولا يهتم بدينه (سوف تعلمون) عند النزع سوء عاقبة ما كنتم عليه (ثم كلا سوف تعملون) في القبور (كلا) تكرير للإنذار والتخويف (لو تعلمون جواب لو محذوف أي لو تعلمون ما بين أيديكم (علم اليقين) علم الأمر اليقين أي كعلمكم ما تستيقنونه من الأمور لما ألهاكم التكاثر أو لفعلتم مالا يوصف ولكنكم ضلال جهلة (لترون الجحيم هو جواب قسم محذوف والقسم لتوكيد الوعيد وقرأ الكسائي وابن عامر لترون بضم التاء من إراية الشيء