للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[سورة لإيلاف قريش وتفسيرها وقصة قريش]-

قال الزبير أي رسول الله أي نعيم نسأل عنه؟ فذكر نحو الحديث المتقدم (١) (سورة قريش) (باب تفسيرها وقصة قريش) (عن أسماء بنت يزيد) (٢) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لإيلاف قريش (٣) إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) ويحكم يا قريش اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمكم


أي يحشرون اليها فترونها، والجحيم اسم من أسماء النار وكل نار عظيمة في مهواة فهي جحيم (ثم أترونها) كرره معطوفًا بثم تغليظًا في التهديد وزيادة في التهويل أو الأول بالقلب والثاني بالعين (عين اليقين) أي الرؤية التي هي نفس اليقين وخالصته (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) عن الأمن والصحة فيم أفنيتموها، وقيل عن النعيم الذي شغلكم الالتذاذ به عن الدين وتكاليفه، وعن الحسن ما سوى كن يؤويه. وأثواب تواريه وكسرة تقوية، وهذا معنى الحديث مطرف بن عبد الله الذي تقدم آنفًا (عن جابر بن عبد الله) قال أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فأطعمتهم رطبًا وأسقيتهم ماءًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسألون عنه، رواه الإمام أحمد والنسائي وسيأتي في كتاب الزهد والتقليل من الدنيا رزقنا الله القناعة والعفاف والزهد في الدنيا (١) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب أنك ميت وأنهم ميتون من سورة الزمر في هذا الجزء صحيفة ٢٦٠ رقم ٤١١ والله الموفق. (باب) (٢) سنده حديثنا علي بن يحي ثنا عيسى بن يونس ثنا عبيد اله بن أبي زياد القداح عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد الخ (٣) (التفسير) قال تعالى (لإيلاف قريش) قرأ أبو جعفر ليلاف بغير همز، إلا فيهم طلبًا للخفة، وقرأ ابن عامر لإلاف بهزة مختلسة من غير ياء بعدها، وقرأ الآخرون بهمزة مشعبة وياء بعدها، واتفقوا غير أبي جعفر في إيلافهم أنها بياء بعد الهمزة إلا عبد الوهاب ابن فليح عن ابن كثير فإنه قرأ الفهم ساكنة اللام بغير ياء، وعد بعضهم سورة الفيل وهذه السورة واحدة، منهم أبي بن كعب لأفصل بينهما في مصحفه، وقالوا اللام في الإيلاف تتعلق بالسورة التي قبلها؛ وذلك إن الله تعالى ذكر أهل مكة عظيم نعمته عليهم فيما صنع بالحبشة فجعلهم كمصحف مأكول لإيلاف قريش أي أهلك أصحاب الفيل لتبقى قريش وما ألفوا من رحلة الشتاء والصيف، وذهب الجمهور إلى أنهما سورتان (قال الحافظ ابن كثير) هذه السورة مفصولة عن التي قبلها في المصحف الإمام كتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم وإن كانت متعلقة بما قبلها كما صرح بذلك محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ لأن المعنى عندهم حبسنا عن مكة الفيل وأهلكنا أهله لإيلاف قريش أي لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين، وقال جماعة: لإيلاف قريش متعلق بقوله فليعبدوا، أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين ودخلت الفاء كما في الكلام من معنى الشرط، أي أن نعم الله عليهم لا تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه الواحدة التي هي نعمة ظاهرة (إيلافهم بدل من الإيلاف الأول (رحلة الشتاء والصيف) رحلة نصب على المصدر أي ارتحالهم رحلة الشتاء والصيف، روى عكرمة وسعيد ابن جبير عن ابن عباس قال كانوا يشتون بمكة ويصيفون بالطائف، فأمرهم الله تعالى أن يقيموا بالحرم ويعبدوا رب هذا البيت، وقال آخرون كانت لهم رحلتان في كل عام للتجارة، أحداهما في الشتاء إلى اليمن؛ لأنها أدفأ، والأخرى في الصيف إلى الشام، وكان الحرم واديًا جدبًا لا زرع فيه ولا ضرع وكانت قريش تعيش بتجارتهم ورحلتهم وكان لا يتعرض لهم أحد بسوء، كانوا يقولون قريش سكان حرم الله

<<  <  ج: ص:  >  >>