للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[سورة الكوثر وتفسيرها]-

من جوع وآمنكم من خوف (سورة الكوثر) (باب تفسيرها وصفة الكوثر) (عن عطاء بن السائب) (باب قال قال لي محارب بن دثار ما سمعت سعيد بن جبير يذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر؟ (٢) فقلت سمعته يقول قال ابن عباس هذا الخير الكثير (٣) فقال محارب سبحان الله (٤) ما أقل ما يسقط لابن عباس قول، سمعت ابن عمر يقول لما أنزلت (إنا أعطيناك الكوثر) (٥) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو نهر في الجنة حافتاه من ذهب يجري على


وولاة بيته فلولا الرحلتان لم يكن لهم مقام بمكة، ولولا الأمن بجوار البيت لم يقدروا على التصرف وشق عليهم الاختلاف إلى اليمن والشام فأخصبته تبالة وجرش من بلاد اليمن فحمل الطعام إلى مكة أهل الساحل من البحر على السفن وأهل البر على الإبل والحمير، فألقى أهل الساحل بجدة وأهل البر بالمحصب، وأخصب الشام فحملوا الطعام إلى مكة فألقوا بالأبطح فأمتاروا من قريب وكفاهم الله مؤتة الرحلتين وأمرهم بعبادة رب البيت فقال (فليعبدوا رب هذا البيت) أي الكعبة ولهذا جاء في حديث الباب: ويحكم يا قريش ابعدوا رب هذا البيت: أي بعد أن أراحكم الله من مشقة السفر وأقيموا بمكة واشتغلوا بعبادة الله (الذي أطعمهم من جوع) أي من بعد جوع بحمل المبرة إلى مكة (وآمنهم من خوف) أي تفضل عليهم بالأمن والرخص فيفردوه بالعبادة وحده لا شريك له ولا يعبدوا من دونه صمًا ولا ندا وا وثنا، ولهذا من استجاب لهذا الأمر جمع الله له بين أمن الدنيا والآخرة، ومن عصاه سلبهما منه، وقيل آمنهم من خوف الجذام فلا يصيبهم ببلدهم، وقيل ذلك كله لدعاء إبراهيم عليه وعلى نبينا وسائر الأنبياء الصلاة والسلام. (باب) (١) (سنده) حدثنا مؤل حدثنا حماد يعني ابن زيد حدثنا عطاء بن السائب الخ (غريبه) (٢) يعني في معنى الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وذكر في قوله (إنا أعطيناك الكوثر) (٣) معناه أن ابن عباس فسر الكوثر بالخير الكثير (٤) لفظ سبحان الله هنا فيه معنى التعظيم والتعجب لما اشتمل الكلام عليه، ففيه معنى التعجب مما خص به ابن عباس من قلة خطئه، وفيه معنى التعظيم بكمال قدرة الله تعالى فإنه يخص من شاء بما شاء (٥) (التفسير) (إنا أعطيناك الكوثر) فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكوثر وصفته بما لا تفسير بعده وتفسير ابن عباس الموقوف عليه هنا الكوثر بأنه الخير الكثير رواه عنه البخاري من رواية سعيد بن جبير ما هنا، ونقله ابن كثير في تفسيره ثم قال وهذا التفسير يعم النهر وغيره؛ لأن الكوثر من الكثرة وهو الخير الكثير، ومن ذلك النهر كما قال ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومحارب بن دثار والحسن بن أبي الحسن البصري، ثم قال وقد صح عن ابن عباس أنه فسر بالنهر أيضًا، ونقل ذلك من تفسير ابن جرير بإسناده إلى ابن عباس ثم ساق الأحاديث في نهر الكوثر وقال بل قد تواتر من طريق تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث؛ وكذلك أحاديث الحوض، ثم ذكر كثيرًا مما جاء في الحوض (قلت) جاء كثير من ذلك في مسند الإمام أحمد رحمه الله وسيأتي في أبواب ما جاء في الحوض والكوثر من كتاب قيام الساعة والنفخ في الصور والبعث والنشور، وإنما اقتصرت هنا عل ما يناسب السورة (فصلِ لربك وانحر) قال محمد بن كعب إن أنلسا كانوا يصلون لغير الله وينحرون لغير الله فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصلي وينحر لله عز وجل، وقال عكرمة وعطاء وقتادة فصلٍ لربك صلاة العيد يوم النحر وانحر لسكنك، وقال سعيد بن عبيد ومجاهد

<<  <  ج: ص:  >  >>