للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[فضل سورة النصر وتسبيح النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها وأنها تشير إلى قرب أجله]-

(باب ما جاء في فضلها وتسبيح النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها) (عن أنس بن مالك) (١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا جاء نصر الله والفتح) ربع القرآن (عن أبي عبيدة) (٢) عن عبد الله قال لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا جاء نصر الله والفتح) كان يكثر إذا قرأها وركع أن يقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي إنك أنت التواب الرحيم ثلاثًا (عن عائشة) (٣) رضي الله عنها قالت لما أنزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) إلى آخرها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة (٤) إلا قال سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي


بمعنى قد أي جاء نصر الله؛ لأن نزولها بعد الفتح، ويمكن أن يكون معناه إذا يجيئك (نصر الله) النصر الإظهار والإعانة على العدو، قيل المراد بهذا النصر نصر النبي صلى الله عليه وسلم على قريش قاله الطبري، وقيل نصره على من قائله من الكفار، وقيل المراد جنس نصر الله فتح بلاد الشرك عليهم وهو أعلم (والفتح) قال الحافظ ابن كثير المراد بالفتح هاهنا فتح مكة قولًا واحدًا، فإن أحياء العرب كانت تلوم بإسلامها فتح مكة، يقولون أن ظهر على قومه فهو نبي، فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجًا فلم تمض سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيمانًا ولم يبق في سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام ولله الحمد والمنة اهـ. وقيل المراد فتح البلاد مطلقًا ويدخل فيه مكة وغيرها (ورأيت الناس يدخلون) هو حال من الناس على أن رأيت بمعنى أبصرت أو عرفت أو مفعول ثان على أنه بمعنى علمت (في دين الله أفواجًا) هو حال من فاعل يدخلون، وجواب إذا: فسبح: أي إذا جاء نصر الله إياك على من ناو أك وفتح البلاد ورأيت أهل اليمن يدخلون في ملة الإسلام جماعات كثيرة بعدما كانوا يدخلون فيه واحدًا واحدًا واثنين اثنين، فسبح الخ، وقال مقاتل وعكرمة أراد بالناس أهل اليمن، وذلك أنه ورد من اليمن سبعمائة إنسان مؤمنين طائعين بعضهم يؤذنون وبعضهم يقرءون القرآن وبعضهم يهللون فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك (فسبح بحمد ربك) أي فقل سبحان الله حامدًا له أو فصل له، وسيأتي في حديث ابن مسعود وعائشة ذكر تسبيحه وتحميده عقب نزول هذه السورة (واستغفره) تواضعًا وهضما للنفس أو دم على الاستغفار (أنه كان) ولم يزل (توابا) التواب الكثير القبول للتوبة، وفي صفة العباد الكثير الفعل للتوبة، ويروي أن عمر رضي الله عنه لما سمعها بكى وقال الكمال دليل الزوال، والله الباقي (باب) (١) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل سورة الزلزلة. (٢) (سنده) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله الخ قلت عبد الله هو ابن مسعود والد أبي عبيدة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بن طس) وفي إسناده أبو عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا حماد بن سليمان وهو ثقة ولكنه اختلط اهـ (قلت) ورواه أيضًا الحاكم من طريق أبي عبيدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن بقول سبحانك ربنا وبحمدك فلما نزلت إذا جاء نصر اله والفتح قال سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي إنك أنت التواب الرحيم وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي والله أعلم. (٣) (سنده) حدثنا ابن نمير عن الأعمش ويعلي حدثنا الأعمش عن مسلم ن مسروق عن عائشة الخ (غريبه) (٤) لفظ البخاري قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر (أي بعد نزول

<<  <  ج: ص:  >  >>