-[سورة المسد وتفسيرها وسبب نزولها وقصة النبي صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش]-
(سورة المسد)(باب سبب نزولها وتفسيرها)(عن ابن عباس)(١) قال صعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الصفا فقال يا صباحاه يا صباحاه (٢) قال فاجتمعت إليه قريش فقالوا له مالك؟ فقال أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقوني؟ فقالوا بلى، قال فقال إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، قال فقال أبو لهب ألهذا جمعتنا تبا لك (٣) قال فأنزل الله عز وجل (تبت يدا أبي لهب وتب) إلى آخر السورة (٤)(سورة الإخلاص)
سورة إذا جاء نصر الله والفتح) يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم أعفر لي يتأول القرآن) أي يعمل بما أمر به من التسبيح والاستغفار فيه في قوله تعالى (فسبح بحمد ربك واستغفره) في أشرف الأوقات والأحوال (تخريجه) (ق د نس جه) والبغوى وابن جرير (وفي الباب) عن مسروق عن عائشة أيضًا قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول سبحان الله وبحمده استغفر الله وأتوب إليه، قالت فقلت يا رسول الله أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده واستغفر الله وأتوب إليه، فقال أخبرني ربي أتى سأرى علامة في أمتي فإذا رأيتها أكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتما (إذا جاء نصر الله والفتح) فالفتح مكة (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) رواه مسلم والبغوي، قال ابن عباس لما نزلت هذه السورة علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه نعيت إليه نفسه، قال الحسن أعلم أنه قد اقترب أجله فأمر بالتسبيح والتوبة ليختم له بالزيادة في العمل الصالح، قال قتادة مقاتل عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه السورة سبعين يومًا نسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة (باب) (١) (سنده) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن عبيد عن ابن عباس الخ (غريبه) (٢) قال في النهاية هذه كلمة يقولها المستغيث وأصلها إذا صاحوا للغارة؛ لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح، فكان القاتل يا صباحاه يقول قد غشينا العدو (٣) هذا الحديث تقدم مثله من رواية ابن عباس أيضًا في باب وأنذر عشيرتك الأقربين من تفسير سورة الشعراء في هذا الجزء صحيفة ٢٢٥ رقم ٣٦٦ والغرض من ذكره هنا تفسير سورة المسد وتقدم شرحه هناك (تخريجه) (ق مذ نس) (٤) (التفسير) قوله عز وجل (تبت يد أبي لهب) أي خابت وخسرت وهلكت جعلت يداه هالكتين، والمراد إهلاك نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كله، وقيل المراد به المال، والتباب الخسار والهلال، وأبو لهب هو ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزى، قال مقاتل كنى أبو لهب لحسنه وإشراق وجهه، وقرأ ابن كثير أبي لهب ساكنة الهاء وهي لغة مثل نهر ونهر واتفقوا في ذات لهب أنها مفتوحة الخاء لو فاق الفواصل (وتب) أو لهب وقرأ ابن مسعود: وقد تب: قال الفراء الأول دعا والثاني خبر، كما يقال أهلكه الله وقد فعل (ما أعنى عنه ماله وما كسب) قال ابن مسعود لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفر باءه إلى الله عز وجل قال أبو لهب إن كان ما يقول ابن أخي حقا فأتى افتدي نفسي بمالي وولدي فأنزل الله تعالى: ما أغني عنه ماله: أي ما يدفع عنه عذاب الله ما جمع من المال وكان صاحب مواش: وما كسب: قيل يعني ولده؛ لن ولد الإنسان من كسبه كما جاء في الحديث (أطيب ما يأكل أحدكم من كسبه وإن ولده من كسبه) ثم أوعده بالنار فقال (سيصلي