(باب سبب نزلها وتفسيرها)(عن أبي بن كعب)(١) إن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أنسب (٢) لنا ربك فأنزل الله تبارك وتعالى (قل هو الله أحد الله الصمد (٣) لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد) (٤)
نار ذات لهب) أي نارا تلهب عليه (وامرأته) أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان (حمالة الحطب) قال ابن زيد والضحاك كانت تحمل الشوك والعضاه فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لتعقرهم، وهي رواية عطية عن ابن عباس، وقال قتادة ومجاهد والسدى كانت تمشي بالنميمة وتنقل الحديث فتلقى العداوة بين الناس وتوقد نارها كما توقد النار بالحطب، يقال فلان يحطب على فلان إذا كان يغرى به، وقال سعيد بن جبير حمالة الخطايا: دليله قوله تعالى: (وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم، قرأ عاصم حمالة بالنصب على الذم كقوله معلونين، وقرأ الآخرون بالرفع وله وجهان (أحدهما سيعلى نارا هو وامرأته حمالة الحطب (والثاني) وامرأته حمالة الحطب في النار أيضًا (في جيدها) في عنقها وجمعه أجياد (حبل من مسد (اختلفوا فيه قال ابن عباس وعروة بن الزبير سلسلة من حديد ذرعها سبعون ذراعًا تدخل في فيها وتخرج من دبرها ويكون سائرها في عنقها، وأصله من المسد هو الفتل بالفاء: والمسد ما قتل وأحكم من أي شيء كان يعني السلسلة التي في عنقها فتلت من الحديد فتلا محكمًا، وروى الأعمش عن مجاهد: من مسد: أي من حديد، والمسد الحديدة التي تكون في البكرة يقال لها المحرر، وقال الشعبي ومقاتل من ليف، وقال الضحاك وغيره في الدنيا من ليف وفي الآخرة من نار، وذاك الليف هو الحبل الذي كانت تحتطب به فبينما هي ذات يوم حاملة حزمة فأعيت فقعدت على حجر تستريح فأتاها ملك فجذبها من خلفها فأهلكها اختنافا بحبلها، وأما أبو لهب فرماه الله بالعدسة وهي بئرة تخرج بالبدن فتقتل، وذلك لعد وقعة بدر بسبع ليال فمات وأقام ثلاثة أيام لم يدفن حتى أنتن، ثم أن ولده غسلوه بالماء قذفًا من بعيد مخلفة عدوى العدسة، كانت قريش تتقيها كما يتقى الطاعون ثم احتملوه إلى أعلى مكة فأسندوه إلى جدار ثم رضموا عليه الحجارة أي جعلوا الحجارة بعضها على بعض، ذكره القرطبي وهذا مصير الظالمين المتكبرين والكبرياء لله وحده (باب) (١) (سنده) حدثنا أبو سعد محمد بن ميسر الصاغاني حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (٢) بصيغة الأمر من باب نصر وضرب أي صفة لنا، يقال نسب الرجل إذا وصفه وذكر نسبه (٣) جاء عند الترمذي وابن جرير بعد قوله: الله الصمد: والصمد الذي لم يلد ولم يولد؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث: ولم يكن له كفوًا أحد: ولم يكن شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء (٤) (التفسير) (قل هو الله أحد) أي واحد ولا فرق بين الواحد والأحد، يدل عليه قراءة عبد الله بن مسعود قل هو الله الواحد الله الصمد، ومعنى الواحد الوتر الذي لا شبيه له ولا نظير ولا صاحبه ولا ولد ولا شريك (الله الصمد) فسره الراوي كما جاء في حديث الباب عند الترمذي بأنه الذي لم يلد ولم يولد قال الحافظ ابن كثير وهو تفسير جيد اهـ وروى الضحاك عن ابن عباس قال الذي يصمد إليه في الحاجات كما قال عز وجل: ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون: قال أهل الفقه الصمد السيد الذي يصمد إليه في النوازل والحوائج وهو بئر قول ابن عباس واختاره القرطبي وقال ابن عباس أيضًا ومجاهد والحسن