(باب ما جاء في فضلها)(عن عبد الرحمن بن أبي ليلى)(١) عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بقل هو الله أحد فكأنما قرأ بثلث (٢) القرآن
وسعيد بن جبير الصمد الذي لا جوف، له قال الشعبي الذي لا يأكل ولا يشرب، ولابن عباس أيضًا هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ورواه عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود مثله وقيل غير ذلك كثير، (قال الحافظ) أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له بعد إيراده كثيرًا من هذه الأقوال في تفسير الصمد وكل هذه صحيحة، وهي صفات ربنا عز وجل، وهو الذي يصمد إليه في الحوائج وهو الذي قد انتهى سؤدده وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب وهو الباقي بعد خلقه، وقال البيهقي نحو ذلك والله أعلم (لم يلد)؛ لأنه لا يجانس حتى تكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا، وقد دل على هذا المعنى بقوله إنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة (ولم يولد)؛ لأن كل مولود محدث وجسم وهو قديم لا أول لوجوده أذلو لم يكن قديمًا لكان حادثا لعدم الواسطة بينهما، ولو كان حادثا لافتقر إلى محدث وكذا الثاني والثالث فيؤدي إلى التسلسل وهو باطل، وليس بحسم؛ لأنه اسم متركب ولا يخلو حينئذ من أن يتصف كل جزء منه بصفات الكمال فيكون كل جزء إلهًا فيفسد القول به كما فسد بإلهين، أو غير متصف بها بل باعتدادها من سمات الحدوث وهو محال (ولم يكن له كفوًا أحد) أي لم يكن لع مثلًا أحد وفيه تقديم وتأخير، تقديره ولم يكن له أحد كفوًا، فقدم خبر كان على اسمها لينساق أواخر الآي عل ى نظم واحد، قرأ حمزة وإسماعيل ساكنة الفاء مهموزًا، وقرأ حفص عن عاصم بضم الفاء من غير همزة، وقرأ الآخرون بضم الفاء مهموزًا: وكلها لغات صحيحة، ومعناه المثل قال مقاتل قال مشركوا العرب الملائكة بنات الله، وقالت اليهود عزيز بن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله، فأكذبهم الله ونفى عن ذاته الولادة والمثل (تخريجه) (مذ) وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق أبي سعد محمد بن ميسر (بوزن محمد) بسند حديث الباب ثم رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية فذكره مرسلا ولم يذكر فيه عن أبي، ثم قال هذا أصح من حديث أبي سعد اهـ (قلت)؛ لأن عبيد الله بن موسى ثقة واياس ضعيف لكن أخرجه الحاكم من طريق محمد بن سابق عن أبي جعفر الرازي بسند حديث الباب وصححه وأقره الذهبي، والحديث له طرق كثيرة تعضده والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا هشيم عن حصين عن هلال بن يساف منه وعدو وعيد، وثلثا منه أسماء وصفات، وقد جمعت قل هو الله أحد الثلث الأخير وهو الأسماء والصفات، ودل على هذا للتأويل ما في صحيح مسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل قل هو الله أحد جزءًا من أجزاء القرآن وهذا نص وبهذا المعنى سميت سورة الإخلاص (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد ثم قال ورواه النسائي في اليوم والليلة من حديث هشيم عن حصين عن ابن أبي ليلى ولم يقع في روايته هلال بن يساف اهـ (قلت) وأورده أيضًا الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح