للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى صوركم وأموالكم (١) وإنما ينظر إلى قلوبكم (٢) وأعمالكم (عن أبي عثمان) (٣) قال بلغني عن أبي هريرة أنه قال أن الله عز وجل يعطي عبده المؤمن بالحسنة الواحده ألف ألف حسنة قال فقضى أنى انطلقت حاجا أو معتمرا فلقيته فقلت بلغني عنك حديث أنك تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يعطى عبده المؤمن بالحسنة ألف ألف حسنة؟ (٤) قال أبو هريرة لا بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يعطيه ألفي ألف حسنة (٥) ثم (تلا يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) فقال إذا قال أجرا عظيما فمن يقدر قدره (وعنه في رواية أخرى بنحوه وفيها) فقال (يعنى أبا هريرة) وما أعجبك فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة (باب ما جاء في العزم والنية على الشر) (عن أبي بكرة) (٦) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تواجه المسلمان بسيفيهما (٧) فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار (٨) قيل هذا القاتل فما بال المقتول (٩)


(غريبه) (١) أي لا ينظر إلا حسن صوركم وكثرة أموالكم الخالية من الخيرات أي لا يثيبكم عليها ولا يقربكم منه (٢) أي لأنها محل التقوى وأوعية الجواهر وكنوز المعرفة (وأعمالكم) الصالحة بالإخلاص (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) بعمنى النظر هنا الإحسان والرحمة والعطف فأصلحوا أعمالكم وقلوبكم ولا تجعلوا همتكم متعلقة بالبدن والمال فإن الله تعالى لا يقبل المرء ولا يقربه بحسن الصورة وكثرة المال ولا يرده بضد ذلك وهو العليم الخبير جل شأنه (فائدة) قال الإمام الغزالي قد أبان هذا الحديث أن يحل القلب موضع نظر الرب فياعجبا ممن يهتم بوجهه الذي هو نظر الخلق فيغسله وينظفه من القذر والدنس ويزينه لئلا يطلع ربه على دنس أو غيره فيه اهـ (تخريجه) (م جه) (٣) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا سليمان يعنى ابن المغيرة عن علي بن زيد عن أبي عثمان (يعني النهدي) قال بلغني عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٤) جاء عند أبي حاتم عن أبي عثمان قال قلت يا أبا هريرة سمعت أخواني بالبصرة يزعمون أنك تقول سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يجزي بالحسنة ألف ألف حسنة الحديث (٥) هذه المضاعفة تكون بقدر الإخلاص في العمل والخوف من الله عز وجل ثم استدل أبو هريرة بقوله تعالى (وإن تلك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) يعني أن الله تعالى أطلق المضاعفة ولم يقيدها بعدد معلوم ثم قال (ويؤت من لدنه أجرا عظيما) فوق المضاعفة فمن الذي يقدر (بضم الدال) أي يمكنه معرفة هذا الجزاء يقال قدرت الأمر أقدره بضم الدال وكسرها إذا نظرت فيه ودبرته قال المفسرون في قوله تعالى (ويؤت من لدنه أجرا عظيما) يعني الجنة والله أعلم (تخريجه) أخرجه أيضا ابن ابي حاتم في تفسيره ورجاله عند الإمام أحمد ثقات إلا على بن زيد ففيه خلاف بعضهم وثقه وبعضهم ضعفه والله أعلم (باب) (٦) (سنده) حدثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن زيد ثنا المعلى بن زياد ويونس وأيوب وهشام عن الحسن عن الأحنف عن أبي بكرة الخ (غريبه) (٧) أي ضرب كل منهما وجه الآخر أي ذاته (٨) وفي رواية للبخاري (من أهل النار) أي إستحقانها وقد يغفر الله لهما أو ذلك محمول على من استحل ذاك (٩) أي فما ذنبه يدخلها؟ والقاتل

<<  <  ج: ص:  >  >>