قال قد أراد قتل صاحبه (١)(باب إحسان النية على الخير ومضاعفة الأجر بسبب ذلك وما جاء في العزم والهم)(عن أبي هريرة)(٢) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحسن أحدكم اسلامه (٣) فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف (٤) وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها حتى يلقى الله عز وجل (عن ابن عباس)(٥) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربك تبارك وتعالى رحيم (٦) من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرة إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة (٧) ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له واحده أو يمحوها الله ولا يهلك على الله تعالى إلا هالك (٨) (وعنه عن طريق
ذلك هو أبو بكرة (١) وفي رواية للبخاري (أنه كان حريصا على قتل صاحبه) أي جازما بذلك مصمما عليه ناويا له وبه استدل من قال بالمؤاخذة بالعزم وإن لم يقع الفعل واجاب من لم يقل بذلك أن في هذا فعلا وهو المواجهة بالسلاح ووقوع القتال ولا يلزم من كون القاتل والمقتول في النار أن يكونا في مرتبة واحدة فالقاتل يعذب على القتال والقتل والمقتول يعذب على القتال فقط فلم يقع التعذيب على العزم المجرد (قال النووي) وأما كون القاتل والمقتول من أهل النار فمحمول على من لا تأويل له ويكون قتالهما عصبية ونحوها ثم كونه في النار معناه مستحق لها وقد يجازى بذلك وقد يعفو الله تعالى عنه هذا مذهب أهل الحق وعلى هذا يتأول كل ما جاء من نظائره (واعلم) ان الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد ومذهب أهل السنة والحق احسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض النيا بل اعتقد كل فريق أنه الحق ومخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله وكان بعضهم مصيبا وبعضهم مخطئا معذورا في الخطأ لأنه لاجتهاد والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه وكان علي رضي الله عنه هو المحق المصيب في تلك الحرب هذا مذهب أهل السنة وكانت القضايا مشتبهة حتى إن جماعة من الصحابة تحيروا فيها فاعتزلوا الظائفتين لم يقاتلوا ولم يتيقنوا الصواب ثم تأخروا عن مساعدته والله أعلم (تخريجه) (ق فس) وغيرهما (باب) (٢) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة فذكر أحاديث (منها) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٣) معنى حسن إسلامه أسلم إسلاما حقيقيا ظاهرا وباطنا مخلصا لله عز وجل في عمله وليس كاسلام المنافقين ظاهره يخالف باطنه (٤) سيأتي الكلام على معنى المضاعفة في شرح الحديث التالي (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٥) (سنده) حدثنا عفان حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا الجعد أبو عثمان عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس الخ (غريبه) (٦) أي بعباده خصوصا الأمة المحمدية فقد أكرمها الله تعالى وضاعف لها الحسنات وخفف عنها مما كان على غيرها من الإصر وهو الثقل والمشاق (٧) قال النووي فيه تصريح بالمذهب الصحيح المختار عند العلماء أن التضعيف لا يقف على سبعمائة ضعف وحكى أبو الحسن أقضى القضاة الماوردى عن بعض العلماء أن التضعيف لا يتجاوز سبعمائة ضعف وهو غلط لهذا الحديث والله أعلم اهـ (٨) قال القاضي عياض رحمه الله معناه من حتم هلاكه وسدت عليه أبواب الهدى مع سعة رحمة الله تعالى وكرمه وجعله السيئة حسنة إذا لم يعملها وإذا عملها واحدة والحسنة إذا لم يعملها واحدة وإذا