للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثان) (١) يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل قال إن الله كتب الحسنات والسيئات فمن هم بحسنة فلم يعملها كتب الله له عنده حسنة كاملة وإن عملها كتبها الله عشرا إلى سبعمائة إلى اضعاف كثيرة أو إلى ماشاء الله أن يضاعف ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن عملها كتبها الله سيئة واحدة (عن أبي هريرة) (٢) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (باب ما جاء في حديث النفس ووسوسة الشيطان وتجاوز الله عز وجل عنه) (حدثنا محمد ابن جعفر وحجاج) (٣) قالا ثنا شعبة عن سليمان ومنصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن


عملها عشرا إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة فمن حرم هذه السعة وفاته الفضل وكثرت سيئاته حتى غلبت حسناته مع أن أفراد حسناته متضاعفة فهو الهالك المحروم والله أعلم (١) (سنده) حدثنا أبو كامل ثنا سعيد بن زيد اخبرنا الجعد أبو عثمان قال حدثني أبو رجاء العطاردي عن ابن عباس يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) (٢) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معتمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة فذكر أحاديث منها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يفعل فإذا عملها اكتبها له بعشرة أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها ما لم يفعلها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها (تخريجه) (ق. وغيرهما) هذا وأحاديث الباب جاءت من طرق كثيرة عند الشيخين والإمام أحمد وغيرهم اقتصرت منها هنا على أصحها وأجمعها وكلها بمعنى واحد (قال الإمام المازرى) رحمه الله مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب ان من عزم على المعصية بقلبه ووطن نفسه علها أثم في اعتقاده وعزمه ويحمل ما وقع في هذه الأحاديث وأمثالها على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية وإنما مر ذلك بفكره من غير استقرار ويسمى هذا هما ويفرق بين الهم والعزم هذا مذهب القاضي أبي بكر وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين وأخذوا بظاهر الحديث (قال القاضي عياض) رحمه الله: عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على ما ذهب إليه القاضي أبي بكر للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب لكنهم قالوا أن هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة هم بها لكونه لم يعملها وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والإنابة لكن نفس الإصرار والعزم معصية فتكتب معصية فإذا عملها كتبت معصية ثانية فإن تركها خشية الله تعالى كتبت حسنة كما في الحديث (إنما تركها من جراى) فصار تركه لها لخوف الله تعالى ومجاهدته نفسه الأمارة بالسوء في ذلك وعصيانه هواه حسنة فأما الهم الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها ولا يصحبها عقد ولا نية ولا عزم وذكر بعض المتكلمين خلافا فيما إذا تركها لغير خوف الله تعالى بل لخوف الناس هل تكتب حسنة قال لا لأنه إنما حمله على تركها الحياء وهذا ضعيف لا وجه له هذا آخر كلام القاضي وهو ظاهر حسن لا مزيد عليه وقد تظاهرت نصوص الشرع بالمؤاخذة بعزم القلب المستقر ومن ذلك قوله تعالى (ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم) الآية وقوله تعالى (اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) والآيات في هذا كثيرة وقد تظاهرت نصوص الشرع وإجماع العلماء على تحريم الحسد وحتقار المسلمين وإرادة المكروه بهم وغير ذلك من أعمال القلوب وعزمها والله أعلم فأده النووي في شرح مسلم (باب) (٣) (حدثنا محمد بن جعفر) وحجاج قالا ثنا شعبة عن سليمان ومنصور عن ذر الخ)

<<  <  ج: ص:  >  >>