(عن أبي صالح)(١) قال سئلت عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أي العمل كان أعجب (٢) إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالتا ما دام وإن قل (ومن طريق ثان)(٣) عن الأسود قال قلت لعائشة رضي الله عنها حدثيني بأحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان أحب العمل إليه الذي يدوم عليه الرجل وإن كان يسيرا (عن عائشة رضي الله عنها)(٤) أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها فلانه (٥) لامرأة فذكرت من صلاتها فقال (٦) عليكم بما تطيقون (٧) فوالله لا يمل (٨) الله عز وجل حتى تملوا إن أحب الدين (٩) إلى الله ما داوم عليه صاحبه (وعنها أيضا)(١٠) قالت مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم الحولاء بنت تويت (١١) فقيل له يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها تصلى بالليل صلاة كثيرة فإذا غلبها النوم ارتبطت بحبل فتعلقت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتصل ما قويت على الصلاة فإذا نعست (١٢)
كان مفضولا أحب إلى الله عز وجل من عمل يكون أعظم أجرا لكن ليس فيه مداومة (تخريجه) (جه طل) وفي إسناده ابن لهيعة وقد صرح بالتحديث فحديثه حسن ويؤيده أحاديث عائشة الآتية وحديثها عند البخاري: قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال أدومها وإن قل وقال اكلفوا من الأعمال ماتطيقون (١) (سنده) حدثنا محمد بن فضيل قال ثنا الأعمش عن أبي صالح الخ (غريبه) (٢) أي أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الطريق الثانية (٣) (سنده) حدثنا ابو نعيم قال حدثنا يونس عن أبي اسحاق عن الأسود الخ (تخريجه) (خ) من طريق عروة بن الزبير عن عائشة ومن طريق مسروق عن عائشة أيضا بمعناه (٤) (سنده) حدثنا يحيى ثنا هشام قال أخبرني أبي عن عائشة الخ (قلت) هشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام (غريبه) (٥) لم يذكر اسمها في هذا الحديث وهي الحولاء بنت تويت بضم التاء الفوقية وفتح الواو كما صرح بذلك الحديث التالي وهو مروي عن طريق عروة عن أبيه عن عائشة أيضا (٦) اسم مبني على السكون اسكت أي اسكتي عن مدحها (٧) أي ما تطيقونه على الدوام والاستمرار والثبات لا ما تفعلونه أحيانا وتتركونه أحيانا (٨) بفتح الياء التحتية والميم أي لا يقطع الثواب والرحمة عنكم ما بقي لكم نشاط الطاعة أو لا يترك فضله عنكم حتى تتركوا سؤاله ذكر بهذه العبارة للازدواج نحو نسوا الله فنسيهم وإلا فالملال فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء فيورث الكلال في الفعل وهو محال على الله تعالى (حتى تملوا) بفتح الأول والثاني أي حتى تقطعوا أعمالكم (٩) أي التعبد به من دان بالإسلام دينا بالكسر تعبد به وتدين به كذلك فهو دين مثل ساد فهو سيد (تخريجه) (جه) وسنده صحيح (١٠) (سنده) حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن اسحاق قال حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت الخ (غريبه) (١١) قال الحافظ في الإصابة الحولاء بنت تويت بمثناتين مصغرا ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية ذكرها ابن مسعد وقال أسلمت وبايعت وثبتت في الصحيحين وغيرهما في حديث الزهري عن عروة عن عائشة أن الحولاء بنت تويت مرت بها وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هذه الحولاء بنت تويت يزعمون أنها لا تنام الليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا من العمل ما تطيقون الحديث وللحديث طرق بألفاظ ولم تسم في اكثرها اهـ وأشار الحافظ إلى حديث الباب عند الإمام أحمد (١٢) بفتح العين من بابي نفع وقتل أي أصابها بالنعاس وأل في الصلاة للجنس فتصدق بأي الصلاة كانت فرضا أو نفلا