ثم فترة فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى (عن عائشة) رضي الله عنها (١) أن أناسا كانوا يتعبدون في عبادة شديدة (٢) فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال والله إني لأعلمكم بالله عز وجل وأخشاكم له وكان يقول عليكم من العمل ما تطيقون فإن الله عز وجل لا يمل حتى تملوا (وعنها أيضا)(٣) أنها كانت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا ويسروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله عز وجل رحمة واعلموا أن احب العمل إلى الله عز وجل أدومه وإن قل (وعنها أيضا)(٤) قالت دخلت على خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وكانت عند عمان بن مطعون قالت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاذة هيئتها فقال لي يا عائشة ما أبذ هيئة خويلة؟ قالت فقلت يا رسول الله امرأة لها زوج يصوم النهار ويقوم الليل فهي كمن لا زوج لها فتركت نفسها وأضاعتها قالت فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن مظعون فجاءه فقال يا عثمان أرغبة عن سنتي؟ قال فقال لا والله يا رسول الله ولكن سنتك أطلب قال فإني أنام وأصلى وأصوم وأفطر وانكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقا فصم وافطر وصل ونم (عن عبدالله بن مسعود)(٥) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال ألا هلك المتنطعون (٦) ثلاث مرار (٧)
الجملة الخ الحديث في شرح حديث عبدالله بن عمرو الثالث من أحاديث الباب (تخريجه) أورده الهيثمي وعزاه للبزار فقط وغفل عن عزوه للامام أحمد ثم قال ورجاله رجال الصحيح (١) (سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة قال أنا هشام عن عروة عن عائشة الخ (٢) لعلها تشير بذلك إلى الحولاء بنت تويت وزينب بنت جحش وأختها حمنة كما تقدم آنفا في أحاديثهن والله أعلم (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٣) (سنده) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا موسى بن عقبة قال سمعت أبا سلمة بن عبدالرحمن ابن عوف يحدث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول الخ (تخريجه) (ق وغيرهما) وتقدم نحوه جابر بن عبد الله وهو الثاني من أحاديث الباب وتقدم شرحه هناك (٤) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب حق الزوجة على الزوج من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر صحيفة ٢٣٣ رقم ٢٦٥ فارجع إليه (٥) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد ثنا ابن جريج حدثني سليمان بن عتيق عن طلق بن حبيب عن الأحنف بن قيس عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه) (٦) أي المتعمقون المتقعرون في الكلام الذي يرومون بجودة سبكه سي قلوب الناس يقال تنطع الرجل في علمه إذا تنطس فيه (وقال النووي) فيه كراهة التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق الاعراب في مخاطبة العوام ونحوهم اهـ وقيل المتعنتون في السؤال عن عويص المسائل الذي يندر وقوعها وقيل الغالون في عبادتهم بحيث تخرج عن قوانين الشريعة ويسترسل مع الشيطان في الوسوسة والله أعلم (٧) جاء عند مسلم قالها ثلاث مرات يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كرر هذه الجملة ثلاث مرات للتأكيد وهو آخر الحديث عند مسلم وزاد عند الإمام أحمد بعد قوله ثلاث مرار (قال يحيى في حديث طويل) يعني أن هذا الحديث طرف من حديث طويل اهـ لم يذكر الحديث الطويل (تخريجه) (م د)