لا تصيبوا بها أحدا فتؤذوه أو تجرحوه (عن شداد بن أوس)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيس (٢) من دان نفسه (٣) وعمل لما بعد الموت (٤) والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله (٥)(عن عقبة بن عامر)(٦) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع (٧) ضيقة قد خنقته (٨) ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حسنة أخرى فانفكت حلقة أخرى حتى تخرج إلى الأرض (٩)(عن أبي ذر)(١٠) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من عمل حسنة فله عشر أمثاله أو أزيد ومن عمل سيئة فجزاؤه مثلها أو أغفر ومن عمل قراب (١١) الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة ومن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا ومن اقترب إلى ذراعا اقتربت إليه باعا
السهم وفيه اجتناب ما يخاف منه ضرر (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مضطرب الحديث وبقية رجالهما رجال الصحيح اهـ (قلت) الأمر بالأخذ بنصال النبل عند دخول المساجد أو الأسواق جاء في الصحيحين وغيرهما من عدة طرق عن كثير من الصحابة (١) (سنده) حدثنا على بن إسحاق قال أنا عبد الله يعني ابن المبارك قال أنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس الخ (غريبه) (٢) على وزن السيد يعني العاقل وقال الزمخشري الكيس حسن التأني في الأمور (٣) أي حاسبها وقهرها بأن جعل نفسه مطيعة منقادة لأوامر ربها (٤) أي قبل نزوله ليصير على نور من ربه فالموت عاقبة أمور الدنيا فالكيس من أبصر العاقبة والأحمق من عمى عنها وحجبته الشهوات (والعاجز) المقصر في الأمور ومن اتبع نفسه هواها فلم يكفها عن الشهوات ولم يمنعها عن مفارقة المحرمات واللذات (٥) زاد في بعض الروايات لفظ الأماني بتشديد الياء التحتية جمع أمنية أي فهو مع تقصيره في طاعة ربه واتباع شهوات نفسه لا يستعد ولا يعتذر ولا يرجع بل يتمنى على الله العفو والعافية والجنة مع الاصرار وترك التوبة والاستغفار (تخريجه) (مذ جه ك) وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري وتعقبه الذهي فقال لا والله ابو بكر يعني أبا بكر بن أبي مريم أحد رجال السند ضعيف (٦) (سنده) حدثنا علي ابن اسحاق قال أنا عبد الله يعني ابن المبارك قال انا ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال ثنا أبو الخير أنه سمع عقبة بن عامر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٧) الدرع بكسر الدال المهملة وسكون الراء أي من حديد يذكر ويؤنث وهو كالقميس يلبس حال الحرب لينجي صاحبه من ضربات العدر (٨) أي عصرت حلقه وتر قوته من ضيق تلك الدرع (٩) المعنى أن عمل السيئات يضيق صدر العامل ورزقه ويحيره في أمره ويبغضه الناس فإذا عمل الحسنات تزيل حسناته سيئاته فإذا زالت انشرح صدره وتوسع رزقه وسهل أمره وأحبه الخلق (ومعنى قوله حتى تخرج إلى الأرض) أي انحلت وانفكت حتى تسقط تلك الدرع ويخرج صاحبها من ضيقها فقوله تخرج إلى الأرض كناية عن سقوطها والله أعلم (تخريجه) (طب) وسنده حسن وإن كان فيه ابن لهيعة لكنه صرح بالتحديث فحديثه حسن (١٠) (سنده) حدثنا ابو معاوية ثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر الخ (غريبه) (١١) بضم القاف ومعناه ما يقارب ملأها