للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أعجبه قط إلا ذو تقى (عن عقبة بن عامر) (١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل ليعجب من الشاب ليست له صبوة (٢) (باب في الترغيب في خصال مجتمعه من أفضل أعمال البر والنهي عن ضدها) (عن البراء بن عازب) (٣) قال جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة فقال لئن كنت اقصرت الخطبة لقد اعرضت المسألة (٤) اعتق النسمة (٥) وفك الرقبة فقال يا رسول الله أو ليستا بواحدة؟ قال لا أن عتق النسمة أن تفرد بعتقها (٦) وفك الرقبة أن تعين في عتقها (٧) والمنحة الوكوف (٨) والفيء على ذي الرحم الظالم فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وامر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير (عن عبد الله بن حبشي الخثعمي) (٩) أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل؟ قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة


وإن كان فيهم ابن لهيعة ولكنه صرح بالتحديث فحديثه حس (١) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر الخ (غريبه) (٢) أي عظم ذلك عند الله عز وجل وكبر لديه أمر هذا الشاب وقال في النهاية أعلم الله إنما يتعجب الآدمي من الشيء إذا عظم موقعه عنده وخفى عليه سببه فأخبرهم بما يعرفون ليعلموا موقع هذه الأشياء عنده اهـ (وقوله ليست له صبوة) أي ميل إلى الهوى بمعنى اعتياده للخير وقوة عزيمته في البعد عن الشر (قال حجة الإسلام) وهذا عزيز نادر فلذلك قرن بالتعجب (وقال القونوي) سره أن الطبيعة تنازع الشاب وتتقاضاه الشهوات من الزنا وغيره وتدعوه إليها وعلى ذلك ظهير وهو الشيطان فعدم صدور الصبوة منه من العجب العجاب (تخريجه) (طب عل) وحسنه الهيثمي والسيوطي وفي اسناده ابن لهيعة ضعفه الجمهور إذا عنعن وقد عنعن وربما كان له طرق أخرى صرح فيها بالتحديث أو لم يكن فيها ابن لهيعة حتى حسنه الحافظان الهيثمي والسيوطي والله أعلم باب (٣) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قال ثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي من بني بجلة من بني سليم عن طلحة قال أبو أحمد ثنا طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب الخ (غريبه) (٤) معناه جئت بالخطبة قصيرة والمسألة واسعة كثيرة (٥) النسمة للنفس والروح أي من أعتق ذا روح وكل دابة فيها روح فهي نسمة وإنما يريد الناس (٦) معناه أن تكون ملكا لك فتعتقها (٧) كالمكاتب يكون مملوكا للغير فيكاتب سيده على عتقه فتعينه على كتابته (٨) المنحة نوعان منحه ورق ومنحه لبن فمنحه الورق القرض ومنحه اللبن أي يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردها فقوله هنا (والمنحة الوكوف) أي غزيرة باللبن وقيل التي لا ينقطع لبنها سنتها جميعها وهو من قولهم وكف البيت بالمطر والعين بالدمع وكفا من باب وعد ووكوفا ووكيفا سال قليلا قليلا (وقوله والفئ على ذي الرحم الظالم) معناه العطف عليه والرجوع إليه بالبر وإن كان ظالما (تخريجه) أخرجه أيضا أبو داود والطيالسي ورجاله كلهم ثقات (٩) (سنده) حدثنا حجاج قال قال ابن جريح حدثني عثمان بن أبي سليمان عن علي الأزدي

<<  <  ج: ص:  >  >>