للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفلا أدله على من يحمله؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله (عن بريدة الأسلمي) (١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل أتاه اذهب فإن الدال على الخير كفاعله (عن معاذ بن جبل) (٢) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ أن يهدى (٣) الله على يديك رجلا من أهل الشرك خير لك من أن يكون لك حمر النعم (عن أبي موسى الأشعري) (٤) قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وأنه سأله سائل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشفعوا (٥) تؤجروا وليقض الله عز وجل على لسان نبيه ما أحب (٦) (عن ابي الدرداء) (٧) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة (٨)؟ قالوا بلى قال إصلاح ذات البين (٩)


(م د مذ) ومعنى الحديث أن من دل على شيء من أي أنواع الخصال الحميدة فله ثواب كما لفاعله ثواب ولا يلزم تساوي قدرهما ذكره النووي والله أعلم (١) (سنده) حدثنا اسحق بن يوسف أنا ابو فلانة كذا قال أبي لم يسمه على عمد وحدثناه غيره فسماه يعني أبا حنيفة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الأسلمي) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ضعف ومع ضعفه لم يسم اهـ (قلت) أبو حنيفة المسمى في السند قال الحافظ في التقريب أبو حنيفة الكوفي والد عبد الأكرم مجهول اهـ فالحديث ضعيف لكن يؤيده ما قبله (٢) (سنده) حدثنا حيوة بن شريح حدثني بقية حدثني ضبارة بن عبد الله عن دويد بن نافع عن معاذ بن جبل الخ (غريبه) (٣) بفتح همزة ان على حذف لام القسم واصله لأن يهدى الخ وقد جاء بلام القسم في مجمع الزوائد وجاء في حديث على كذلك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات الا أن دريد ابن نافع لم يدرك معاذا (٤) (سنده) حدثنا وكيع ثنا بريد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن جده (يعني ابا موسى الاشعري) قال كنا جلوسا الخ (غريبه) (٥) أمر من الشفاعة وهي الطلب والسؤال بوسيلة أو ذمام (تؤجرو) أي يثبكم الله على الشفاعة وان لم تقبل والكلام فيما لا حد فيه من حدود الله لورود النهي عن الشفاعة في الحدود وتقدم ذلك في الباب الأول من كتاب الحدود في الجزء السادس عشر صحيفة ٦٢ وفي هذا الحديث دلالة على استحباب الشفاعة إلى ولاة الأمر وغيرهم من ذي الحقوق مالم تكن في حد أو في أمر لا يجوز تركه كالشفاعة إلى ناظر طفل أو مجنون أو وقف في ترك بعض حق من في ولايته فهذه شفاعة محرمة (٦) أي يظهر الله تعالى على لسان رسوله بوحي أو الهام ما قدره في علمه أنه يكون من اعطاء وحرمان أو يجرى الله على لسانه ما شاء من موجبات قضاء الحاجة وعدمها فإذا عرض صاحب حاجة حاجته علي فاشفعوا له يحصل لكم أجر الشفاعة أي ثوابها وان لم تقبل فإن قضيت حاجة من شفعتم له فبتقدير الله وان لم تقض فبتقدير الله وهذا من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم ليصلوا جناح السائل وطالب الحاجة (تخريجه) (ق والثلاثة) (٧) (سنده) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أم الدرداء عن ابي الدرداء الخ (غريبه) (٨) أي بدرجة هي أفضل الخ (٩) أي ازالة العداوة تكون بين القوم والمراد اسكان الثائرة حتى تكون أحوالهم أحوال صحبة وألفة وقد جاء في رواية (فان فساد البين هي الحالقة) أي الخصلة التي شأنها ان تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموس الشعر والمراد المزيلة لمن وقع فيها لما يترتب عليها من الفساد والضغائن وإنما كان

<<  <  ج: ص:  >  >>