أعطته (١) والله لتنتهين عائشة أو لا حجرن عليها فقالت عائشة أو قال هذا؟ قالوا نعم قالت هو لله على نذر ان لا أكلم ابن الزبير كلمة ابدا (٢) فاستشفع عبد الله بن الزبير المسور بن مخرمة وعبد الرحمن ابن الاسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة فذكر الحديث وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدان عائشة الا كلمته وقبلت منه ويقولان لها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عما علمت من الهجر أنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال (٣)(عن عائشة)(٤) رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبغض الرجل الألد (٥) الخصم (عن اسماعيل بن بشير)(٦) مولى بني مغالة قال سمعت جابر بن عبد الله وابا طلحة بن سهل الانصاريين يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن (٩) يحب فيه نصرته (عن وقاص بن ربيعة)(١٠)
ويؤيده أن في رواية الأوزاعي ان عائشة بلغها اهـ (قلت) وهذا هو الموافق لسياق الحديث (١) جاء في رواية الأوزاعي عند البخاري في دار لها باعتها فسخط عبد الله بن الزبير بيع تلك الدار وفي مناقب قريش عند البخاري من طريق عروة قال كانت عائشة لا تمسك شيئا فما جاءها من رزق الله تصدفت (قال الحافظ) وهذا لا يخالف الذي هنا لأنه يحتمل أن تكون باعت الرباع لتتصدق بثمنها (٢) جاء في رواية الاوزاعي المذكورة بدل قولها ابدا حتى يفرق الموت بيني وبينه (٣) زاد البخاري فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحرج (أي لما ورد في القطيعة من النهي) طفقت تذكرهما (بضم الفوقية وفتح المعجمة وكسر الكاف مشددة أي تذكرهما تذرها وتبكي) وتقول اني نذرت والنذر شديد فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير واعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة فإن قيل كيف تفعل ذلك عائشة مع ان النذر لا يكون إلا في طاعة فإن كان في حرام أو مكروه فلا وعائشة لا تجهل أن التهاجر والقطيعة حرام (وقد أجاب العلماء) بأن عائشة رأت أن ابن الزبير ارتكب بقوله لأحجرن عليها أمرا عظيما لما فيه من تنقيصها ونسبته لها إلى التبذير الموجب لمنعها من التصرف مع ما يضاف الى ذلك من كونها ام المؤمنين وخالته اخت امه فكأنها رأت الذي صدر منه نوع من عقوق فهو معنى نهيه صلى الله عليه وسلم المسلمين من كلام كعب بن مالك وصاحبيه لتخلفهم عن غزوة تبوك بغير عذر عقوبة لهم (تخريجه) (خ) (٤) (سنده) حدثنا يحيى عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة الخ (غريبه) (٥) بفتح الهمزة واللام وتشديد الدال أي الشديد الخصومة الآخذ في كل لدد أي في كل شيء من المراء والجدال لفرط لجاجة كذا قرره الزمخشري (الخصم) بفتح المعجمة وكسر المهملة أي المولع بها الماهر فيها الحريص عليها المتمادي في الخصام بالباطل (تخريجه) (ق مذ) (٦) (سنده) حدثنا احمد بن حجاج قال انا عبد الله يعني ابن المبارك قال انا ليث بن سعد فذكر حديثا قال وحدثني ليث بن سعد قال حدثني يحيى بن سليم بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سمع اسماعيل ابن بشير الخ (غريبه) (٧) اي لم يحل بينه وبين من يظلمه ولا ينصره (٨) اي في موضع يكون فيه احوج لنصرته وهو يوم القيامة (٩) هو يوم القيامة أيضا (تخريجه) (د) والضياء المقدسي وسكت عنه أبو داود والمنذري وصححه الحافظ السيوطي (١٠) (سنده) حدثنا روح قال ثنا ابن جريح قال قال سليمان