صلى الله عليه وسلم قال إن حسن الظن من حسن العبادة (باب ما جاء في الترهيب من الغنى مع الحرص)(عن عقبة بن عامر)(١) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخدناهم بغتة فإذا هم مبلسون)(عن أبي حصبة أو أبي حصبة)(٢) عن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال أتدرون ما الصعلوك؟ قالوا الذي ليس له مال قال النبي صلى الله عليه وسلم الصعلوك كل الصعلوك الصعلوك كل الصعلوك الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئا (عن حارثة بن النعمان)(٣) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخذ أحدكم السائمة (٤) فيشهد الصلاة في جماعة فتتعذر عليه سائمته (٥) فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلا من هذا فيتحول ولا
لا تثقوا بكل أحد فإنه اسلم لكم واما حديث الباب والحديث الذي قبله بلفظ (إياكم والظن الخ) فمعناه التحذير من اساءة الظن فيمن تحقق حسن سريرته وأمانته وأما حديث (احترسوا الخ) فهو خاص بمن ظهر من الخدام والمكر وخلف الوعد والخيانة والقرينة تغلب أحد الطفين فمن ظهرت عليه قرينة سوء أو جهل أمره يتحفظ منه تحفظ من أساء الظن به ومن لا فلا على أن حديث (احترسوا من الناس بسوء الظن) ضعيف رواه (طس) وابن عدي وضعفه أئمة الحديث فلا يعارض حديث الباب وان كانت التجارب دلت على صحة معناه والله أعلم (تخريجه) (مذ ك) وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير بلفظ (ان حسن الظن بالله من حسن عبادة الله) وعزاه للامام (حم مذ ك) ورمز له بعلامة الصحيح ومعناه ان حسن ظن العبد بربه من جملة حسن عبادته فيظن أنه يعطف على ضعفه وفقره ويكشف ضره ويغفر ذنبه بجميل صفحه فيعلق آماله به لا بغيره فهو مطلوب محبوب لكن مع ملاحظة مقام الخوف فيكون باعث الرجاء والخوف في قرن ان لم يغلب القنوط والا فالرجاء أولى ثم هذا كل في الصحيح أما المريض لا سيما المحتضر فالأولى في حقه الرجاء وتقدم للامام الغزالي كلام وجيه في حسن الظن بالناس في شرح الحديث السابق والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا يحيى بن غيلان قال ثنا رشدين يعني ابن سعد ابو الحجاج المهرى عن حرملة بن عمران التجيبي عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ثم قال ورواه ابن جرير وابن ابي حاتم من حديث حرملة وابن لهيعة عن عقبة ابن مسلم عن عقبة بن عامر به اهـ (قلت) في اسناده عند الامام احمد رشدين بن سعد ضعيف وأورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه الوليد بن العباس المصري وهو ضعيف (قلت) وغفل عن عزوه للامام احمد (٢) (عن ابن حصبة أو أبي حصبة الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الصبر على موت الأولاد من كتاب الصبر في هذا الجزء صحيفة ١٤١ رقم ٥٨ (٣) (سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال سمعت عمر مولى غفرة يحدث عن ثعلبة بن ابي مالك عن حارثة بن النعمان الخ (غريبه) (٤) السائمة من المواشي هي التي ترعى بنفسها يقال سامت الماشية سوما من باب رعت بنفسها (٥) معناه تكثر وتقل المرعى من ضواحي الحضر فيطلب مكانا أبعد بكثير فيه الكلأ وهو العشب الذي ترعاه المواشي وتقدم تفسيره