حتى أسمع العواتق فقال) يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته (عن أبي حذيفة)(١) أن عائشة رضي الله عنها حكت امرأة (٢) عند النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت قصرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد اغتبتها (ومن طريق ثان)(خط)(٣) عن أبي حذيفة ايضا عن عائشة رضي الله عنها قالت حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال ما يسرني أني حكيت رجلا وان لي كذا وكذا (٤) قالت فقلت يا رسول الله ان صفية امرأة وقال بيده (يعني الراوي) كأنه يعني قصيرة فقال (أي النبي صلى الله عليه وسلم) لقد مزحت (وفي لفظ لقد تكلمت) بكلمة لو مزج بها ماء البحر مزجت (٥)(عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم)(٦) ان امرأتين صامتا وأن رجلا قال يا رسول الله ان هاهنا امرأتين قد صامتا وانهما قد كادتا أن تموتا من العطش فأعرض عنه أو سكت ثم عاد (قال الراوي) وأراه قال بالهاجرة قال يا نبي الله انهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا قال ادعهما قال فجاءتا قال فجيئي بقدح أوعس فقال لاحداهما قيئي فقاءت قيحا أو دما وصديدا ولحما حتى قاءت نصف القدح ثم قال للأخرى قيئي فقاءت من قيح ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت القدح ثم قال ان هاتين صامتا عما احل الله وافطرتا على ما حرم الله عز وجل عليهما جلست إحداهما
سعيد بن عبد الله بن جريح مولى أبي برزة بصرى قال أبو حاتم الرازي هو مجهول وقال ابن معين ما سمعت أحد روى عنه إلا الأعمش من رواية أبي بكر بن عياش (١) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي حذيفة ان عائشة الخ (٢) الظاهر انها صفية بنت حييى إحدى زوجاته صلى الله عليه وسلم كما يستفاد من الطريق الثانية والله أعلم (قال النووي) رحمه الله من الغيبة المحرمة المحاكاة بأن يمشي متعارجا أو مطأطأ رأسه أو غير ذلك من الهيئات وهو معنى قوله في الحديث حكت امرأة أي فعلت مثل فعلها أو قالت مثل قولها منقصة لها يقال حكاه وحاكاه (قال الطيبي) واكثر ما تستعمل المحاكاة في القبيح (٣) (خط) (سنده) حدثنا عبد الرحمن قال سمعت سفيان يحدث قال ثنا علي ابن لأقمر عن أبي حذيفة وكان من أصحاب عبد الله وكان طلحة يحدث عنه عن عائشة قالت حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم الخ (٤) اي ولو أعطيت كذا وكذا من الدنيا أي شيئا كثيرا منها بسبب ذلك فهي جملة حالية وارده على التعميم والمبالغة (٥) يعني مزجته كما جاء في بعض الروايات أي خالطته مخالطة يتغير بها طعمه وريحه لشدة نتنها وقبحها كذا قرره النووي وقال غيره معناه هذه غيبة منتنة لو كانت مما يمزج بالبحر مع عظمه لغيرته فكيف بغيره قال النووي هذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغيبة أو أعظمها وما أعلم شيئا من الاحاديث بلغ في ذمها هذا المبلغ (وما ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحى) (تخريجه) أورده النووي في رياض الصالحين وقال رواه (د مذ) وقال يعني الترمذي حديث حسن صحيح اهـ (قلت) جاء في آخر هذا الحديث في الاصل بعد قوله مزجت قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يداه اهـ ولذلك رمزت له برمز (خط) في أوله كما أشرت إلى ذلك في المقدمة والله أعلم (٦) (عن عبيد الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب تحذير الصائم من اللغو والرفث