(عن الشعبي)(١) قال قالت عائشه رضي الله عنها لابن ابي السائب قاص (٢) أهل المدينة ثلاثا لتبايعني عليهن أو لأناجزنك (٣) فقال ما هن؟ بل أنا ابايعك يا أم المؤمنين قالت اجتنب السجع من الدعاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يفعلون ذلك وقال اسماعيل (٤) مرة فقالت اني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم لا يفعلون ذاك وقص على الناس في كل جمعة مرة فإن أبيت فثنتين فان أبيت فثلاثا فلا تمل الناس هذا الكتاب (٥) ولا الفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقطع عليهم حديثهم ولكن اتركهم فإذا جرءوك (٦) عليه وأمروك به فحدثهم (عن عائشه)(٧) رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسل الدواوين (٨) عند الله عز وجل ثلاثة ديوان لا يعباء الله به شيئا (٩) وديوان لا يترك الله منه شيئا (١٠) وديوان لا يغفره الله فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله قال الله عز وجل (ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء (١١) وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص (١٢) لا محالة
أي اليأس من رحمة الله قال تعالى (أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) (تخريجه) اخرج الشطر الأول منه (ك عل طب حب) والبخاري في الأدب المفرد وقال الحاكم على شرطها ولا علم له علة وأقره الذهبي وقال رجاله ثقات وأخرج الشطر الثاني منه (طب عل) والبخاري في الادب المفرد وقال الهيثمي رجاله ثقات (١) (سنده) حدثنا اسماعيل قال حدثنا داود عن الشعبي قال قالت عائشة الخ (غريبه) (٢) القاص الذي يأتي بالقصة على وجهها بأخبار من مضى من الأمم السالفة كأنه يتتبع معانيها والفاظها (٣) اي لأقاتلنك وأخاصمنك (٤) اسماعيل شيخ الامام احمد الذي روى عنه هذا الأثر (٥) انما حددت له ذلك عائشة رضي الله عنها لأنها خشيت ان يصرف الناس من مدارسه كتاب الله عز وجل (٦) هو من الجراءة الاقدام على الشيء ومعناه ان قدموك وامروك بالحديث فحدثهم والله أعلم (تخريجه) لم أقف على هذا الاثر لغير الامام احمد وسنده جيد (٧) (سنده) حدثنا يزيد قال انا صدقة بن موسى قال حدثنا ابو عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس عن عائشة الخ (غريبه) (٨) جمع ديوان بكسر الدال المهملة وقد تفتح فارسي معرب قال ابن العربي هو الدفتر قال في المغرب الديوان الجريدة من دون الكتب اذا جمعها لأنها قطعة من القراطيس مجموعة قال الطيبي والمراد هنا صحائف الأعمال ثلاثة (٩) يقال ما عبأت به اذا لم ابال به وأصله من العبئ أي الثقل بكسر المثلثة وسكون القاف كأنه قال ما أرى له وزنا ولا قدرا قال تعالى (ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) (١٠) اي بل يعمل فيه بقضية العدل بين أهله (١١) اي لأنه حق كريم وشأن الكريم المسامحة (١٢) اي لا بد أن يطالب بها حتى يقع القصاص من بعضهم لبعض (قال الطيبي) انما قال في القرينه الأولى لا يغفره الله (يعني الشرك بالله) ليدل على أن الشرك لا يغفر اصلا وفي الثالثة لا يترك (يعني ظلم العباد بعضهم بعضا) ليؤذن بأن حق الغير لا يهمهل قطعا اما بأن يقتص من خصمه أو يرضيه الله عنه وفي الثانية (لا يعبأ) يعني حق الله عز وجل