(عن أبي هريرة)(١) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي للصديق (٢) أن يكون لعانا (حدثنا وكيع)(٣) حدثنا عمر بن ذر عن العيزار بن جرول الحضرمي عن رجل منهم يكنى أبا عمير انه كان صديقا لعبد الله بن مسعود وان عبد الله بن مسعود زاره في أهله فلم يجده قال أستأذن على أهله وسلم فاستسقى (٤) قال فبعثت الجارية (٥) تجيئه بشراب من الجيران فأبطأت فلعنتها (٦) فخرج عبد الله فجاء أبو عمير فقال يا أبا عبد الرحمن ليس مثلك يغار عليه هلا سلمت على أهل أخيك وجلست وأصبت من الشراب؟ قال قد فعلت فأرسلت الخادم فابطأت إما لم يكن عندهم وإما رغبوا فيما عندهم (٧) فابطأت الخادم فلعنتها وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اللعنة الى من وجهت اليه (٨) فإن اصابت عليه سبيلا أو جدت فيه مسلكا (٩) وإلا قلت يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد عليه سبيلا ولم أجد فيه مسلكا (١٠) فيقال لها ارجعي من حيث جئت (١١) فخشيت أن تكون الخادم معذورة فترجع اللعنة فأكون سببها (عن ثابت بن الضحاك)(١٢) الأنصاري
وليس بكثير (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب وقد روى عن عبد الله من غير هذا الوجه (قال شارحه) وأخرجه أحمد والبخاري في تاريخه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الايمان قال ميرك ورجاله رجال الصحيح سوى محمد بن يحيى شيخ الترمذي وثقه ابن حبان والدارقطني اهـ (١) (سنده) حدثنا منصور انا سليمان يعني بن بلال عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٢) بتشديد الصاد والدال المهملتين مكسورتين للمبالغة في الصدق ويكون الذي يصدق قوله بالعمل وانما قال لعانا ولم يقل لاعنا لأن هذا الذم في الحديث انما هو لمن كثر منه اللعن لا المرة ونحوها ولأنه يخرج منه أيضا اللعن المباح وهو الذي ورد الشرع به وهو لعنة الله على الظالمين لعن الله اليهود والنصارى ونحو ذلك بما هو مشهور في الكتاب والسنة (تخريجه) (م وغيره) (٣) (حدثنا وكيع الخ) (غريبه) (٤) أي طلب الماء ليشرب (٥) أي فبعثتزوجة عمير جاريتها الخ (٦) أي لعنت زوجة عمير الجارية لكونها ابطأت (٧) معناه امالم يكن عند الجيران ماء واما ان يكون على قدر حاجتهم فقط فرغبوا فيه ولم يعطوها شيئا (فأبطأت) بسبب البحث عنه عند غيرهم والله أعلم (٨) جاء في رواية أخرى للامام احمد من حديث ابن مسعود أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا وجهت اللعنة توجهت الى من وجهت اليه فإن وجدت فيه مسلكا ووجدت عليه سبيلا حلت به وإلا جاءت الى ربها فقالت يا رب ان فلانا وجهني الى فلان واني لم اجد عليه سبيلا ولم اجد فيه مسلكا فما تأمرني فقال ارجعي من حيث جئت (٩) أي ان كان يستحق اللعن حلت به (١٠) معناه انها وجدته لا يستحق اللعن (١١) معناه انها ترجع الى من وجهها وتحل به وتصيبه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وأبو عمير لم اعرفه وبقية رجاله ثقات ولكن الظاهر ان صديق ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة والله اعلم (١٢) (عن ثابت بن الضحاك الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وتخريجه في باب وعيد من قتل نفسه بأي شيء كان من كتاب القتل والجنايات في الجزء السادس عشر صحيفة ١١ رقم ٣٠ بعضه في المتن وبعضه في الشرح قال النووي جاء في الحديث الصحيح (لعن المؤمن كقتله) لأن القاتل يقطعه من منافع الدنيا وهذا يقطعه