للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الريح (وفي رواية فإنها من روح الله) فإذا رأيتم منها ما تكرهون (١) فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح ومن خير ما فيها ومن خير ما ارسلت به ونعوذ بك من شر هذه الريح ومن شر ما فيها ومن شر ما أرسلت به (حدثنا يزيد) (٢) بن عبد العزيز ابن عبد الله بن أبي سلمة ثنا صالح بن سفيان (٣) وأبو النضر قال ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن ابن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة (٤) قال أبي قال ابو النضر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب الديك وقال إنه يؤذن (٥) بالصلاة (باب ما جاء في النهي عن ضرب الوجه وتقبيحه والوسم فيه) (عن أبي هريرة) (٦) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ضرب احدكم فليجتنب الوجه ولا تقل قبح (٧) الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله تعالى خلق آدم على صورته (٨)


القرشي حدثنا الاعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن عبد الرحمن بن ابزي عن أبيه عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (١) أي ريحا تكرهونها لشدة حرارتها أو برودتها أو تأذيتم لشدة هبوبها فقولوا الخ (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح وللامام احمد ايضا عن ابي هريرة مرفوعا لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى تأتي بالرحمة والعذاب ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها ورواه أيضا ابن ماجه ورجاله ثقات (٢) (حدثنا يزيد الخ) (غريبه) (٣) هذا الحديث سمعه الامام احمد مرتين مرة من يزيد بن عبد العزيز بن عبد الله ومرة من أبي النضر عن عبد العزيز بن عبد الله ايضا (غريبه) (٤) ليس في معنى دعاء الديك الى الصلاة انه يقول بصراحة صلوا أو حانت الصلاة بل معناه ان العادة جرت بأنه يصرخ صرخات متتابعة عند طلوع الفجر وعند الزوال فطرة فطره الله عليها فيذكر الناس بصراخه الصلاة ولا تجوز الصلاة بصراخه من غير دلالة سواء وهذه رواية يزيد أما رواية أبي النضر فقد قال عبد الله ابن الامام احمد قال ابي قال ابو النضر (يعني في روايته نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ) (٥) أي يدل على مواقيت الصلاة كما صرح بذلك في بعض الروايات والله أعلم (تخريجه) (د) قال النووي في الاذكار ورياض الصالحين اسناده صحيح (باب) (٦) (سنده) حدثنا يحيى عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٧) بفتح القاف والياء مخففة قال في النهاية يقال قبحت فلانا (يعني بتشديد الموحدة) قلت له قبحك الله (يعني بتخفيفها) من القبح وهو الابعاد اهـ وقال أبو زيد قبح الله فلانا قبحا وقبوحا أي اقصاه وباعده من كل خير (٨) هو ظاهر في عود الضمير على آدم أي خلقه تاما مستويا وقيل الضمير لله عز وجل لما في بعض الطرق على صورة الرحمن أي على صفته من العلم والحياة والسمع والبصر وغير ذلك وان كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شيء وجاء في رواية البخاري بعد قوله على صورته (طوله ستون ذراعا) (قال التوربتشي) وأهل الحق في ذلك على طبقتين (احداهما) المتنزهون عن التأويل مع نفي التشبيه واحالة العلم الى علم الله تعالى الذي احاط بكل شيء علما وهذا اسلم الطريقتين (والطبقة الأخرى) يرون الاضافة فيها اضافة تكريم وتشريف وذلك ان الله تعالى خلق آدم على صورة لم يشاكلها شيء من الصور في الجمال والكمال وكثرة ما احتوت عليه من الفوائد الجليلة (وقال الطيبي) تأويل الخطابي في هذا المقام حسن يجب المصير اليه لأن قوله طوله بيان لقوله على صورته كأنه قيل خلق آدم على ما عرف من صورته

<<  <  ج: ص:  >  >>