للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بأسير فقال اللهم اني اتوب اليك ولا اتوب الى محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم عرف الحق لأهله (فصل منه في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ثم أكمل المائة) (١) (حدثنا يزيد) (٢) أنبأنا همام بن يحيى ثنا قتادة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لا أحدثكم الا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته أذناي ووعاه قلبي إن عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا (٣) ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل (٤) على رجل فأتاه فقال اني قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة؟ قال بعد قتل تسعة وتسعين نفسا؟ قال فانتضى سيفه فقتله به فأكمل به مائة ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل (٥) فأتاه فقال اني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة؟ فقال ومن يحول بينك وبين التوبة أخرج من القرية الخبيثة التي انت فيها الى القرية الصالحة كذا وكذا (٦) فاعبد ربك فيها قال فخرج الى القرية الصالحة فعرض له أجله في الطريق قال فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب (٧)


ابن مسكين والمبارك عن الحسن عن الاسود بن سريع الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه محمد بن مصعب وثقه احمد وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح (فصل منه) (١) قال النووي ان رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا ثم قتل المائة ثم أفتاه العالم بأن له توبة هذا مذهب أهل العلم واجماعهم على صحة توبة القاتل عمدا ولم يخالف احد منهم إلا من ابن عباس وأما ما نقل عن بعض السلف من خلاف هذا فمراد قائله الزجر عن سبب التوبة لا أنه يعتقد بطلان توبته وهذا الحديث ظاهر فيه وهو وان كان شرعا لمن قبلنا وفي الاحتجاج به خلاف فليس موضع الخلاف وانما موضعه اذا لم يرد شرعنا بموافقته وتقريره فإن ورد كان شرعا لنا بلا شك وهذا قد ورد شرعنا به وهو قوله تعالى (والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون) إلى قوله إلا من تاب الآية (وأما) قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) فالصواب في معناها أن جزاءه جهنم وقد يجازي به وقد يجازي بغيره وقد لا يجازي بل يعفى عنه فإن قتل عمدا مستحلا له بغير حق ولا تأويل فهو كافر مرتد يخلد به في جهنم بالاجماع وان كان غير مستحيل بل معتقدا تحريمه فهو فاسق عاص مرتكب كبيرة جزاؤه جهنم خالدا فيها لكن يفضل الله تعالى ثم اخبر انه لا يخلد من مات موحدا فيها فلا يخلد هذا ولكن قد يعفى عنه فلا يدخل النار أصلا وقد لا يعفى عنه بل يعذب كسائر العصاة الموحدين ثم يخرج معهم إلى الجنة ولا يخلد في النار فهذا هو الصواب في معنى الآية اهـ (٢) (حدثنا يزيد الخ) (غريبه) (٣) جاء عند مسلم عن أبي سعيد أيضا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا (وعند البخاري بلفظ كان في بني اسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين نفسا الخ) (٤) فدل بضم الدال المهملة مبني للمجهول وجاء عند مسلم (فدل على راهب فأتاه الخ) (٥) جاء عند مسلم فدل على رجل عالم الخ (٦) جاء عند مسلم (انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن فيها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع الى ارضك فإنها أرض سوء) قال العلماء في هذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي أصاب بها الذنوب والأخدان المساعدين له على ذلك ومقاطعتهم ماداموا على حالهم وان يستبدل بهم صحبة أهل الخير والصلاح والعلماء والمتعبدين الورعين ومن يقتدي بهم وبنتفع بصحبتهم وتتأكد بذلك توبته (٧) زاد مسلم فقالت

<<  <  ج: ص:  >  >>