قال فقال ابليس فأنا أولى به أنه لم يعصني ساعة قط (١) قال فقالت ملائكة الرحمة إنه خرج تائبا قال همام فحدثني حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني عن أبي رافع (٢) قال فبعث الله عز وجل ملكا فاختصموا اليه (٣) ثم رجع الى حديث قتادة قال فقال انظروا أي القريتين كان أقرب اليه فالحقوه بأهلها قال قتادة فحدثنا الحسن قال لما عزف الموت احتفز بنفسه (٤) فقرب الله عز وجل منه القرية الصالحة وباعد عنه القرية الخبيثة (٥) فألحقوه بأهل القرية الصالحة (أبواب ما جاء في رحمة الله عز وجل لعباده الموحدين)(باب في أن رحمة الله تعالى سبقت غضبه)(عن أبي هريرة)(٦) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل كتب كتابا بيده لنفسه (٧) قبل أن يخلق السموت والأرض فوضعه تحت عرشه فيه رحمتي سبقت غضبي (وعنه من طريق ثان)(٨) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ الله من الخلق كتب على عرشه رحمتي سبقت غضبي (وعنه من طريق ثالث)(٩) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي (وفي لفظ) غلبت غضبي (١٠)(ومن طريق رابع)(١١) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه ان رحمتي غلبت غضبي (باب ما جاء في أن الرحمة التي أودعها الله في قلوب خلقه جزء من مائة من رحمته لخلقه)(حدثنا روح ومحمد بن جعفر)(١٢) قالا ثنا عوف عن الحسن قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط (١) قول ابليس لم يرد في رواية الشيخين (٢) هذا سند آخر للحديث (٣) جاء عند مسلم فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فالى ايتهما كان ادنى فهو له فقاسوا فوجدوه ادنى إلى الأرض التي اراد فقبضته ملائكة الرحمة (٤) الحفز الحث والاقبال أي استعجل كأنه يريد القيام والتقرب من القرية الصالحة وعند مسلم فقال الحسن ذكر لنا انه لما اتاه الموت ناء بصدره أي نهض (قال النووي) وأما قياس الملائكة ما بين القريتين وحكم الملك الذي جعلوه بينهم بذلك فهو محمول على أن الله تعالى أمرهم عند اشتباه امره عليهم واختلافهم فيه ان يحكموا رجلا ممن يمر بهم فمر الملك في صورة رجل فحكم بذلك (٥) جاء في رواية عند مسلم فأوحى الله إلى هذه ان تباعدي والى هذه أن تقربي (وله في رواية أخرى) فكان الى القرية الصالحة أقرب منها بشبر فجعل من أهلها (تخريجه) (ق جه) (باب) (٦) (سنده) حدثنا محمد بن سابق ثنا شريك عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٧) أي موجبا إياه على نفسه بمقتضى وعده قال تعالى (كتب ربكم على نفسه الرحمة) (٨) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (٩) (سنده) حدثنا يزيد انا محمد بن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق الخ (١٠) قال في النهاية هو اشارة إلى سعة الرحمة وشمولها الخلق كما يقال غلب على فلان الكرم اذا كان هو أكثر خصاله وإلا فرحمة الله وغضبه لا يوصف بغلبة إحداهما على الأخرى وانما هو سبيل المجاز للمبالغة (١١) (سنده) حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال سمعت أبي عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الخلق الخ (تخريجه) (ق جه) (باب) (١٢) (حدثنا روح ومحمد بن جعفر قال ثنا عوف الخ)