من قنوط عباده (١) وقرب غيره (٢) قال قلت يا رسول الله أو يضحك الرب عز وجل؟ قال نعم قال لن نعدم من رب يضحك خيرا (ز)(حدثني ابراهيم بن الحجاج)(٣) الناجي قال ثنا عبد القاهر بن السرى قال حدثني ابن لكنانة بن عباس بن مرادس عن أبيه ان أباه العباس بن مرادس حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لامته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء فأجابه الله عز وجل أن قد فعلت وغفرت لأمتك إلا من ظلم بعضهم بعضا فقال يا رب انك قادر ان تغفر للظالم وتثيب للمظلوم خيرا من مظلمته فلم يكن في تلك العشية إلا ذا يعني فلم يجبه تلك العشية شيئا كما في بعض
الانفعال إذا نسب الى الله تعالى يراد به غايته وقيل بل المراد به ايجاد الانفعال في الغير فالمراد هاهنا الاضحاك (ومذهب أهل التحقيق) انه صفة سمعية يلزم اثباتها مع نفي التشبيه وكما التنزيه كما اشار الى ذلك مالك وقد سئل عن الاستواء فقال الاستواء معلوم والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة (قلت) وهذا مذهبي (١) القنوط كالجلوس وهو اليأس ولعل المراد هاهنا هو الحاجة والفقر أي يرضى عنهم ويقبل بالاحسان اذا نظر الى فقرهم وفاقتهم وذلتهم وحقارتهم وضعفهم وإلا فالقنوط من رحمته يوجب الغضب لا الرضا قال تعالى (لا تقنطوا من رحمة الله) وقال (لا تيأسوا من روح الله: أنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون) إلا أن يقال ذلك هو القنوط بالنظر غلى كرمه واحسانه مثل ان لا يرى له كرما واحسانا أو يرى قليلا فليقنط كذلك فهذا هو الكفر والنهي عنه أشد النهي وأما القنوط بالنظر إلى أعماله وقبائحه فهو مما يوجب للعبد تواضعا وخشوعا وانكسارا فيوجب الرضا ويجلب الاحسان والاقبال من الله تعالى ومنشأ هذا القنوط هو الغيبة عن صالح الاعمال واستعظام المعاصي الى العاية وكل منهما مطلوب ومحبوب ولعل هذا سبب مغفرة ذنوب من أقر أهله بإحراقه بعد الموت حين أيس من المغفرة فليتأمل (٢) قال الامام السندي ضبط بكسر المعجمة ففتح ياء بمعنى فقير الحال وهو اسم من قولك غيرت الشيء فتغير حاله من القوة إلى الضعف ومن الحياة الى الموت وهذه الاحوال مما تجلب الرحمة لا محالة في الشاهد فكيف لا تكون اسبابا عادية لجلبها من أرحم الراحمين سهل ذكره وثناؤه والأقرب ان الغير بمعنى تغير الحال وتحويله وبه تشعر عبارة القاموس والنهاية والضمير لله والمعنى انه تعالى يضحك من ان العبد يصير مأيوسا من الخير بأدنى شر وقع عليه مع قرب تغيير الله عز وجل الحال من شر إلى خير ومن مرض إلى عافية ومن بلاء ومحنة إلى سرور وفرحة لكن الضحك على هذا لا يمكن تفسيره بالرضا (وقوله لن نعدم) من عدم كعلم اذا فقده يريد ان الرب الذي من صفاته الضحك لا نفقد خيره بل كلما احتجنا الى خير وجدناه فانا اذا اظهرنا الفاقة لديه يضحك فيعطي والله أعلم (تخريجه) (جه طب طل قط) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه وكيع ذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجاله احتج بهم مسلم اهـ (قلت) وصححه الحافظ السيوطي (٣) (ز) (حدثني ابراهيم بن الحجاج الخ) هذا الحديث من زوائد عبد الله بن الامام احمد وقد ذكره الحافظ بسنده ومتنه في كتابه القول المسدد في الذب عن المسند للامام احمد ثم قال أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند ايضا ونقل عن ابن حبان انه قال كنانه منكر الحديث جدا ولا أدري التخليط منه أو من أبيه قلت وحديث العباس بن مرادس هذا قد اخرجه ابو داود في السنن في أواخر كتاب الأدب منه في باب