برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت قريش (١) يا يهودى أن هذا يزعم أنه بنى، فقال لأسألنه عن شئ لا يعلمه الا نبى، قال فجاء حتى جلس ثم قال يا محمد مم يخلق الانسان؟ قال يا يهودى من كل يخلق، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم، فقال اليهودي فقال هكذا كان يقول من قبلك (٢)(وعنه أيضا)(٣) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النطفة تكون فى الرحم أربعين يوما على حالها لا تغير، فاذا مضت الأربعون صارت علقة ثم مضغة كذلك ثم عظاما كذلك: فاذا أراد الله أن يسوى خلقه بعث اليها ملكا فيقول الملك الذى يليه (٤) أى رب اذكر أم انثى؟ اشقى أم سعيد؟ اقصير أم طويل؟ أناقص أم زائد؟ قوته وأجله، أصحيح أم سقيم؟ قال فيكتب ذلك، كله: فقال رجل من القوم فقيم العمل اذا وقد فزغ من هذا كله؟ قال اعملوا فكل سيوجه لما خلق له (باب ما جاء فى سبب خطيئة آدم وخروجه من الجنة والدليل على نبوته)(عن أبى هريرة)(٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا بنو اسرائيل لم يخنز اللحم (٦) ولم يخبث الطعام: ولولا حواء لم تخن انثى زوجها (٧)(عن ابن عباس)(٨) فى حديث الشفاعة قال
(يعني ابن مسعود) قال مر يهودى الخ (غريبه) (١) يعنى كفار قريش (٢) الظاهر انه يعنى نبى الله موسى عليه السلام فى التوراة وهذا تصديق من اليهودى للنبى صلى الله عليه وسلم (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم طب) والبزار باسنادين وفى أحد اسناديه (يعنى فى أحد اسنادى البزار) عامر بن مدرك وثقه ابن حبان وضعفه غيره وفى اسناد الجماعة (يعنى فى اسنادهم جميعا) عطاء بن السائب وقد اختلط (٣) (سنده) حدثنا هشيم أنبانا على بن زيد قال سمعت أبا عبيدة بن عبد الله يحدث قال قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٤) أى الذى أرسل اليه (تخريجه) أورده الهيثمى وقال هو فى الصحيح باختصار عن هذا رواه احمد، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وعلى بن زيد سئ الحفظ هو معناه ان الحديث ضعيف، لكن يؤيده ما رواه الشيخان والامام احمد من طريق الاعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود وتقدم فى باب تقدير حال الانسان وهو فى بطن أمه من كتاب القدر فى الجزء الأول صحيفة ١٢٨ رقم ١٧ وهو الحديث الذى أشار اليه الحافظ الهيثمى بقوله فى الصحيح والله أعلم (باب) (٥) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن خلاس بن عمرو الهجرى قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٦) بفتح الياء التحتية والنون بينهما خاء معجمة ساكنة أى لم ينتن (ولم يخبث الطعام) أى لم يفسد بحيث يصير لا تقبله النفس، والاصل فى ذلك ما روى عن قتادة ان بنى اسرائيل ادخروا لحم السلوى وكانوا نهوا عن ادخاره فقوبلوا بذلك (٧) يشير إلى ما وقع من حواء أم البشر فى قبولها اغواء الشيطان العدو المبين لآدم وذريته وتزيينه لها الأكل من الشجرة حتى لابست الأكل منها وتبعها آدم فعد ذلك خيانة منها، ولما كانت هى أم بنات آدم اشبهنها بالولادة ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة بعلها بالفعل أو القول، وخيانة كل واحدة منهن بحسب ما تيسرت له والله أعلم (تخريجه) (ق. ك وغيرهم) (٨) (عن ابن عباس الخ) هذا جزء من حديث طويل لابن عباس