(عن أبي هريرة مرفوعا)(١) ان أهل الموقف يأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل (٢) إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا (٣) فاشفع لنا عند ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول نوح ان ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله (٤) وانه كانت لى دعوة على قومى (٥) نفسى نفسى نفسى اذهبوا الى غيرى (عن ابن عباس)(٦) فى حديث الشفاعة أيضا قال فيقول (يعنى نوحا) انى لست هنا كم انى دعوت بدعوة أغرقت أهل الأرض وإنه لا يهمنى اليوم الا نفسى (باب ذكر أولاده ووصيته لهم عند وفاته)(حدثنا روح من كتابه)(٧) ثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة قال حدث الحسن عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سام أبو العرب، ويافث أبو الروم، (٨) وحام أبو الحبش وقال روح ببغداد من حفظه (٩)
أنه يسئل عن حال امته فيزكيهم ويشهد بصدقهم، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ثم أشهد عليكم (تخريجه) (خ مذ نس جه) (١) (عن أبى هريرة الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتى بطوله وسنده وشرحه وتخريجه فى باب الشفاعة من كتاب القيامة إن شاء الله تعالى وهو حديث صحيح أخرجه الشيخان والترمذى وغيرهم واليك شرح هذا الطرف منه (غريبه) (٢) استشكلت الأولية بأن آدم نبى مرسل وكذا شيث وادريس وهم قبل نوح (واجيب) بأن الأولية مقيدة بقوله الى أهل الأرض لأن آدم ومن بعده لم يرسلوا الى أهل الأرض واستشكل بقوله فى حديث جابر اعطيت خمسا, وفيه وكان النبى يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس كافة (وأجيب) بأن بعثة نوح الى أهل الأرض باعتبار الواقع لصدق أنهم قومه بخلاف عموم بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم لقومه ولغير قومه (٣) أى فى قوله تعالى (ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا) (٤) قال النووى المراد ما يظهره تعالى من انتقامه فيمن عصاه وما يشاهده أهل الجمع من الاهوال التى لم تكن ولا يكون مثلها ولا ريب انه لم يتقدم قبل ذلك اليوم مثله ولا يكون بعده مثله (٥) قال الحافظ فى رواية هشام ويذكر سؤال ربه ما ليس له به علم، وفى حديث أبى هريرة انى دعوت بدعوة اغرقت أهل الأرض، ويجمع بينه وبين الأول بأنه اعتذر بأمرين (أحدهما) نهى الله له أن يسأل ما ليس له به علم فخشى ان يكون شفاعته لأهل الموقف من ذلك (ثانيهما) ان له ان له دعوة واحدة محققة الاجابة وقد استوفاها بدعائه على أهل الأرض فخشى ان يطلب فلا يجاب اهـ (وقوله نفسى) أى نفسى هى التى تستحق أن يشفع لها وكررها ثلاثا للتأكيد والله أعلم (٦) (عن ابن عباس) الخ هذا طرف من حديث طويل سيأتى بطوله وسنده وشرحه وتخريجه فى باب الشفاعة من كتاب القيامة أيضا (باب) (٧) (حدثنا روح من كتابه الخ) (غريبه) (٨) قال ابن عبد البر وقد روى عن عمران بن حصين عن النبى صلى الله عليه وسلم مثله قال والمراد بالروم هنا الروم الأول وهم اليونان المنتسبون الى رومى بن لبطى بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام (٩) معناه ان روح شيخ الامام احمد حدثه أولا بهذا الحديث من كتابه ثم حدثه مرة أخرى ببغداد من حفظه (تخريجه) (مذ ك) وصححه الحاكم واقره الذهبى، وحسنه العراقى والحافظ السيوطى (وفى الباب) عن ابن مسعود انه ذكر قول الله تعالى (إنا أرسلنا نوحا إلى قومه) فذكر ان نوحا اغتسل فرأى ابنه ينظر اليه فقال تنظر إلى وأنا اغتسل؟ خار الله لونك، قال فاسود فهو أبو السودان (ك) وصححه وتعقبه الذهبى فقال محمد ضعفوه (قلت) يعنى محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة: وفي الخلاصة