ولد نوح ثلاثة سام وحام ويافث (عن عبد الله بن عمرو)(١) قال انى النبى صلى الله عليه وسلم اعرابى عليه جبة من طيالسة مكفوفة بديباج أو مزرورة بديباج، فقال ان صاحبكم هذا يريد أن يرفع كل راع ابن راع ويضع كل فارس ابن فارس، فقام النبى صلى الله عليه وسلم مغضبا فأخذ بمجامع جبته فاجتذبه وقال لا أرى عليك ثياب من لا يعقل، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فقال ابن نوحا عليه السلام لما حضرته الوفاة دعا ابليه فقال انى قاصر عليكما الوصية، آمركما باثنتين
وثقه ابن حبان: ليس حديثه بشيء (وقال ابن جرير) روى أن نوحا دعا لسام ان يكون الأنبياء من ولده، ودعا ليافث أن يكون الملوك من ولده، ودعا على حام ان يتغير لونه ويكون ولده عبيدا وانه رق عليه بعد ذلك فدعا له بأن يرزق الرأفة من أخويه، ذكره البغوى فى تفسيره (وقال الحافظ بن كثير فى تاريخه) قيل إن نوحا عليه السلام لم يولد له هؤلاء الثلاثة الأولاد إلا بعد الطوفان وانما ولد له قبل السفينة كنعان الذى غرق وعابر مات قبل الطوفان، والصحيح أن الأولاد الثلاثة كانوا معه فى السفينة هم ونساؤهم وأمهم وهو نص التوراة، وقد ذكر ان حاما واقع امرأته فى السفينة فدعا عليه نوح ان تشوه خلقة نطفته فولد له ولد أسود وهو كنعان بن حام جد السودان (١) (عن عبد الله بن عمرو الخ) هذا الحديث تقدم طرفه الأول المختص باللباس بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء عاما فى تحريم الذهب والحرير من كتاب اللباس فى الجزء السابع عشر صحيفة ٢٦٨ رقم ١٢٠ وتقدم طرفه الثانى المختص بوصية نوح ولا إله إلا الله فى باب فضل لا إله إلا الله من كتاب الأذكار فى الجزء الرابع عشر صحيفة ٢١١ بعد حديث رقم ٢٨ وتقدم شرحه هناك وهو حديث صحيح أخرجه (نس هق بزك) وصححه الحاكم ورجال البزار ثقات، وقال الهيثمى رجال احمد ثقات اهـ (هذا) ما جاء فى المسند من ذكرنى الله نوح عليه السلام (أما نسبه وتاريخ حياته) فقد ذكره الحافظ ابن كثير فى تاريخه واليك تلخيص ما ذكره (قال رحمه الله) هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ وهو ادريس بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبى البشر عليه السلام، وكان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة فيما ذكره ابن جرير وغيره وعلى تاريخ أهل الكتاب يكون بين مولد نوح وموت آدم مائة وست وأربعون سنة، وكان بينهما عشرة قرون اهـ هكذا جاء فى تاريخ الحافظ ابن كثير بهذه الألفاظ نفسها وهذا التركيب (وفى صحيح البخارى) عن ابن عباس قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام (قال الحافظ) ابن كثير فأن كان المراد بالقرن مائة سنة كما هو المتبادر عند كثير من الناس فبينهما الف سنة لا محالة، لكن لا ينفى ان يكون اكثر باعتبار ماقيد به ابن عباس بالاسلام إذ قد يكون بينهما قرون أخر متأخرة لم يكونوا على الاسلام، لكن حديث أبى أمامة يدل على الحصر فى عشرة قرون وزادنا ابن عباس انهم كانوا على الاسلام، وهذا يرد قول من زعم من أهل التاريخ وغيرهم من أهل الكتاب ان قابيل وبنيه عبدوا النار والله أعلم (وان كان المراد بالقرن الجيل) من الناس كما فى قوله تعالى (وكم ألكنا من القرون من بعد نوح) وقوله (ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين) وقال تعالى (وقرونا بين ذلك كثيرا) وقال (وكم أهلكنا قبلهم من قرن) وكقوله عليه السلام خير القرون قرنى الحديث فقد كان الجيل قبل نوح يعمرون كثيرا فعلى هذا يكون بين آدم ونوح الوف من السنين والله أعلم، وبالجملة