للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

..


قال وما هي؟ قالت تجمع عظامى وعظام ولدى فندفنها، قال ذلك لك، فامر بأولادها فألقوا فى التنور واحدا واحدا وكان آخر أولادها صبيا صغيرا فقال اصبرى يا أماه فانك على الحق فالقيت فى التنور مع ولدها (باب قتل فرعون آسية وتعذيبها لأنها لم تكفر بإلاه موسى) وكانت آسية امرأة فرعون من بنى اسرائيل، وقيل كانت من غيرهم وكانت مؤمنة تكتم إيمانها، فلما قتلت الماشطة رأت آسية الملائكة تعرج بروحها، كشف الله عن بصيرتها وكانت تنظر اليها وهى تعذب، فلما رأت الملائكة قوى ايمانها وازدادت يقينا وتصديقا لموسى، فبينما هى كذلك اذ دخل عليها فرعون فأخبرها خبر الماشطة، قالت له آسية الويل لك ما اجرأك على الله، فقال لها لعلك اعتراك الجنون الذى اعترى الماشطة؟ فقالت ما بى جنون ولكنى آمنت بالله تعالى ربى وربك ورب العالمين، فدعا فرعون أمها وقال لها ان ابنتك قد أصابها ما أصاب الماشطة فأقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإلاه موسى، فخلت بها أمها وأرادتها على موافقة فرعون فأبت وقالت أما ان اكفر بالله فلا والله، فأمر فرعون حتى مدت بين يديه أربعة أوتاد وعذبت حتى ماتت فلما عاينت الموت قالت (رب ابن لى عندك بيتا فى الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين) فكشف الله عن بصيرتها فرأت الملائكة وما أعد لها من الكرامات فضحكت فقال فرعون انظروا الى الجنون الذى بها تضحك وهى فى العذاب ثم ماتت، (باب عجز فرعون وعناده وقوله لهامان اجعل لى صرحا لعلى أطلع الى إلاه موسى) لمّا رأى فرعون قومه قد دخلهم الرعب من موسى خاف أن يؤمنوا به ويتركوا عبادته فاحتال لنفسه وقال (أوقد لى يا هامان على الطين فاجعل له صرحا لعلى أطلع الى إلاه موسى وانى لاظنة من الكاذبين) فامر هامان بعمل الآجٌر وهو أول من عمله وجمع الصناع وعمله فى سبع سنين وارتفع البنيان ارتفاعا لم يبلغه بنيان آخر، فشق ذلك على موسى واستعظمه، فأوحى الله اليه ان دعه وما يريد فانى مستدرجه ومبطل ما عمله فى ساعة واحدة، فلما تم بناؤه امر الله جبريل فخر به وأهلك كل من عمل فيه من صانع ومستعمل، فلما رأى فرعون ذلك من صنع الله امر اصحابه بالشدة على بنى اسرائيل وعلى موسى ففعلوا ذلك وصاروا يكلفون بنى اسرائيل من العمل ما لا يطيقونه وكان الرجال والنساء فى شدة، وكانوا قبل ذلك يطمعون بنى اسرائيل اذا استعملوهم فصاروا لا يطعمونهم شيئا فيعودون باسوء حال لأنهم لا يجدون ما يقوتهم، فشكوا ذلك الى موسى فقال لهم استعينوا بالله واصبروا ان العاقبة للمتقين وان الله يستخلفكم فى الأرض فينظر كيف تعملون، فلما أبى فرعون وقومه الا الثبات على الكفر تابع الله عليه الآيات، فأرسل علهم الطوفان وهو المطر المتتابع فغرق كل شئ لهم، فقالوا يا موسى ادع ربك يكشف عنا هذا ونحن نؤمن بك ونرسل معك بنى اسرائيل، فكشف الله عنهم ونبتت زروعهم فاستمروا على كفرهم وعنادهم، فبعث الله عليهم الجراد فأكل زروعهم فسألوا موسى أن يكشف ما بهم ويؤمنون به فدعا الله فكشفه فلم يؤمنوا وقالوا قد بقى من زروعنا بقية، فأرسل الله عليهم الدَّبَا وهو القمل فأهلك الزروع والنبات أجمع وكان يهلك اطعمتهم ولم يقدروا ان يجترزوا منه، فسألوا موسى ان يكشفه عنهم ففعل فلم يؤمنوا، فارسل الله عليهم الضفادع وكانت تسقط فى قدورهم وأطعمتهم وملأت البيوت عليهم فسألوا موسى أن يكشفه عنهم ليؤمنوا به ففعل فلم يؤمنوا، فأرسل الله عليهم الدم فصارت مياه الفرعونيين دماءا وكان الفرعونى والاسرئيلى يستقيان من ماء واحد فيأخذ الاسرائيلى ماءا ويأخذ الفرعونى دما، وكان الاسرائيلى يأخذ الماء فى فمه فيمجه فى فم الفرعونى فيصير دما، فبقى ذلك سبعة أيام فسألوا موسى ان يكشفه عنهم ليؤمنوا ففعل فلم يؤمنوا،

<<  <  ج: ص:  >  >>