(باب ذكر هلاك فرعون وجنوده ودس جبريل عليه السلام الطين في فيه)(عن ابن عباس)(١) قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لما قال فرعون آمنت أنه لا اله الا الذى آمنت به بنوا اسرائيل، قال قال لى جبريل يا محمد لو رأيتنى وقد أخذت حالا من حال البحر فدسيته فى فيه مخافة أن تناله الرحمة (ومن طريق ثان) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عدى بن ثابت وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال رفعه أحدهما إلى النبي
فلما يئس من ايمانهم ومن ايمان فرعون دعا موسى وأمَّن هارون فقال (ربنا انك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا فى الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك، ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) فاستجاب الله لهما فمسخ الله أموالهم ما عدا خليهم وجواهرهم وزينتهم حجارة والنخل والأطعمة والدقيق وغير ذلك فكانت إحدى الآيات التى جاء بها موسى، (باب خروج موسى مع بنى اسرائيل من مصر الى بيت المقدس وعبورهم البحر وغرق فرعون وقومه) لما طال الأمر على موسى أوحى الله اليه يامره بالمسير ببنى اسرائيل وان يحمل معه تابوت يوسف بن يعقوب ويدفنه بالأرض المقدسة، فسأل موسى عنه فلم يعرفه الا امرأة عجوز فأرته مكانه فى النيل فاستخرجه موسى وهو فى صندوق مرمر، فأخذه معه فسار وأمر بنى اسرائيل ان يستعيروا من حلى القبط ما أمكنهم ففعلوا ذلك وأخذوا شيئا، كثيرا وخرج موسى ببنى اسرائيل ليلا والقبط لا يعلمون، وكان موسى على ساقة بنى اسرائيل وهارون على مقدمتهم، وكان بنوا اسرائيل لما ساروا من مصر ستمائة الف وعشرين الفا، وتبعهم فرعون وعلى مقدمته هامان (فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى انا لمدركون) (يا موسى أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا) أما الأول فكانوا يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا، وأما الآن فيدركنا فرعون فيقتلنا: قال موسى (كلا ان معى ربى سيهدين) وبلغ بنو اسرائيل الى البحر وبقى بين أيديهم وفرعون من ورائهم فأيقنوا بالهلاك، فتقدم موسى فضرب البحر بعصاه (فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) وصار فيه اثنا عشر طريقا لكل سبط طريق، فقال كل سبط قد هلك أصحابنا فأمر الله الماء فصار كالشباك فكان كل سبط يرى من عن يمينه وعن شماله حتى خرجوا، ودنا فرعون وأصحابه من البحر فرأى الماء على هيئته والطريق فيه فقال لأصحابه ألا ترون البحر قد فَرَقَ منى (أى خاف) وانفتح لى حتى أدرك أعدائى، فلما وقف فرعون على أفواه الطرق لم تقتحمه خيله فنزل جبريل على فرس انثى وديف (١) فشمت اُلحُصن ريحها فاقتحمت فى أثرها حتى إذا هم أو لهم أن يخرج ودخل آخرهم أمر البحر أن يأخذهم، فمالتطم عليهم فأغرقهم وبنو اسرائيل ينظرون اليهم، حينئذ، قال فرعون أمنت انه لا إله إلا الذى آمنت به بنو اسرائيل فلم ينفعه ذلك (باب) (١) (عن ابن عباس الخ) هذا الحديث بطريقيه تقدم فى باب قال آمنت انه لا إله الا الذى آمنت به بنو اسرائيل من كتاب فضائل القرآن وتفسيره فى آخر سورة يونس فى الجزء الثامن عشر صحيفة ١٧٧ رقم ٣٠٧ وتقدم الكلام عليه سندا وشرحا وتخريجا، وقد أشار الحافظ ابن الاثير فى تاريخه الكامل الى هذا الحديث فى قصة موسى وفرعون فقال وانفرد جبريل بفرعون يأخذ من حمأة البحر