صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل كان يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا إله إلا الله
(باب قصة موسى عليه السلام مع بنى اسرائيل إذ قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة)
(عن أبى واقد الليثى)(١) رضى الله عنه أنهم خرجوا عن مكة مع رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى حنين قال وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ويعلقون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، قال فمررنا بسدرة خضراء عظيمة، قال فقلنا يا رسول أجعل لنا ذات أنواط، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم قلتم والذى نفسى بيده كما قال قوم موسى أجعل لنا إلها كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون) انها لسنن، لتركبن سنن من قبلكم سنة سنة (باب قصة عبادتهم العجل فى غيبة كليم الله عنهم والقائه ألواح التوراة عندما عاين ذلك فانكسرت)(عن ابن عباس)(٢) قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس الخير كالمعاينة إن الله عز وجل أخبر موسى بما صنع قومه فى العجل فلم يلق الألواح، فلما عاين ما صنعوا
(أي طينه) فيجعلها فيه وقال حين أدركه الغرق آمنت انه لا الاه الا الذى آمنت به بنو إسرائيل وغرق فبعث الله اليه ميكائيل يعيره فقال له (آلان وقد عصيت قبلُ وكنت من المفسدين) وقال جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم لو رأيتنى وأنا أدس من حمأة البحر فى فم فرعون بخافة أن يقول كلمة يرحمه الله بها: فلما نجا بنو اسرائيل قالوا ان فرعون لم يغرق، فدعا موسى فأخرج الله فرعون غريقا فأخذه بنو اسرائيل يتمثلون به (باب) (١) (عن أبى واقد الليثى الخ) هذا الحديث تقدم فى باب قوله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن الذين من قبلكم من كتاب الإعتصام بالكتاب والسنة فى الجزء الأول صحيفة ١٩٨ رقم ٢٧ وهو حديث صحيح رواه النسائى والترمذى وقال حديث حسن صحيح، قال تعالى (وجاوزنا ببنى اسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم، قالوا يا موسى اجعل لنا الاها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون ان هؤلاء متبر (أى هالك) ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون) قال ذلك بنو اسرائيل بعد ان انفلق البحر وأغرق الله فرعون وقومه على مرءاً منهم ونجاهم جميعا وشاهدوا المعجزات الباهرات الدالة على قدرة الله تعالى ووحدانيته، ثم بعد ذلك يقولون اجعل لنا إلاها، ولذلك قال لهم نبيهم (انكم قوم تجهلون) وأى جهل أفظع من هذا؟ فرجعوا عن ذلك، ثم بعث موسى جندين عظيمين كل جند اثنا عشر الفا الى مدائن فرعون وهى يومئذ خالية من أهلها قد أهلك الله عظماءهم ورؤساءهم، ولم يبق غير النساء والصبيان والزمنى والمرضى والمشايخ والعاجزين، فدخلوا البلاد وغنموا الأموال وحملوا ما أطاقوا وباعوا ما عجزوا عن حمله على غيرهم، وكان على الجندين يوشع بن نون وكالب بن يوفنا وكان موسى قد وعده الله وهو بمصر أنه إذا خرج مع بنى اسرائيل منها وأهلك الله عدوهم أن يأتيهم بكتاب فيه ما يأتون وما يذرون (باب) (١) (عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وتخريجه فى خاتمة فى احاديث جرت مجرى الأمثال فى آخر قسم الترغيب فى الجزء التاسع عشر صحيفة ٢٠٧ رقم ٢٠٥ وهو حديث صحيح أخرجه (ك حب طس بن) وصححه ابن حبان والحاكم وأقره الذهبى، وقال الهيثمى رجاله رجال الصحيح، وسببه أن موسى عليه السلام كان أخبر قومه وهو بمصر ان الله وعده اذا خرج مع بنى اسرائيل من مصر وأهلك الله عدوهم أن يأتيهم بكتاب فيه ما يأتون وما يذرون كما تقدم فى الباب السابق فلما أهلك الله فرعون وأنجى بنى اسرائيل قالوا يا موسى أئتنا بالكتاب الذي وعدتنا