للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قائل بلغك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لاحلف في الاسلام (١) قال فغضب ثم قال بلي بلي، قد حالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين قريش والأنصار في داره (٢) (وعنه من طريق ثان) (٣) عن أنس أيضا قال حالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والانصار في دار أنس بن مالك {عن جبير بن مطعم} (٤) قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لاحلف في الاسلام وأيما حلف كان في الجاهلية (٥) لم يزده الاسلام الا شدة {عن قيس بن عاصم} (٦) أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحلف، فقال ما كان.


ثنا عاصم الأحول الخ {غريبه} (١) قال في النهاية أصل الحلف المعاقدة والمعاهدة علي التعاضد والتساعد والأتفاق، فما كان فيه في الجاهلية علي الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الذي ورد للنهي عنه في الاسلام بقوله - صلى الله عليه وسلم - لا حلف في الاسلام، وما كان منه في الجاهلية علي نصر المظلوم وصلة الأرحام كحلف المطيبين وما جري مجراه فذلك الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم - وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة يريد من المعاقدة علي الخير ونصرة الحق، وبذلك يجتمع الحديثان، وهذا هو الحلف الذي يقتضيه الاسلام والممنوع منه ما خالف حكم الاسلام، وقيل المحالفة كانت قبل الفتح، وقوله لا حلف في الاسلام قاله زمن الفتح فكان ناسخا وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابوبكر رضي الله عنه من المطيبين وكان عمر رضي الله عنه من الأحلاف والأحلاف ست قبائل: عبد الدار وجمح ومخزوم وعدي وكعب وسهم، سموا بذلك لأنهم لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدي عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية وابت عبد الدار عقد كل قوم علي أمرهم حلفا مؤكدا علي أن لا يتخاذلوا، فأخرجت بنوا عبد مناف جفنة مملوءة طيبا فوضعتها لأحلافهم وهم أسد وزهرة وقيم في المسجد عند الكعبة ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا، وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤها حلفا آخر مؤكدا فسموا الأحلاف لذلك (٢) أي آخي بينهم وعاهد قاله في النهاية (وقوله في داره) في دار أنس كما صرح بذلك في الطريق الثانية، قال الطبري ما استدل به أنس علي اثبات الحلف لا ينافي حديث جبير بن مطعم (يعني الأتي بعد هذا الحديث) في نفيه فأن الأخاء المذكور كان في أول الهجرة وكانوا يتوارثون به ثم نسخ من ذلك الميراث وبقي ما لم يبطله القرآن وهو التعاون علي الحق والنصر والأخذ علي يد الظالم كما قال ابن عباس الا النصر والنصيحة والرفادة ويوصي له وقد ذهب الميراث اه (وقال الامام الخطابي) قال ابن عيينة حااف بينهم أي آخي بينهم: يريدان معني الحاف في الجاهلية معني الأخوة في الاسلام لكنه في الاسلام، جار علي أحكام الدين وحدوده، وحلف الجاهلية جري علي ما كانوا يتواضعونه بينهم بآرائهم، فبطل منه ما خالف حكم الاسلام وبقي ما عدا ذلك علي حاله والله أعلم (٣) {سنده} حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا عاصم الأحول عن أنس الخ {تخريجه} (ق، وغيرهما)
(٤) {سنده} حدثنا عبد الله بن محمد ثنا ابن نمير وأبو أسامة عن زكريا عن سعد بن ابراهيم عن ابيه عن جبير بن مطعم، الخ {غريبه} (٥) أي علي الخير كصلة الأرحام ونصرة الحق والمظلوم وامثالها (لم يزده الاسلام إلا شدة) يعني توكيدا علي حفظ ذلك والله أعلم
{تخريجه} (م - وغيره) (٦) {سنده}.

<<  <  ج: ص:  >  >>