للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حلف في الجاهلية (١) فنمسكوا به ولا حلف في الاسلام {عن عبد الرحمن بن عوف} (٢) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال شهدت حلف المطيبين (٣) مع عمومتي (٤) وأنا غلام فما أحب ان لي حمر النعم وأني أنكئه (٥) قال الزهري قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يصب الاسلام حلفا إلا زاده شدة، ولا حلف في الاسلام وقد ألف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين قريش والأنصار {عن عكرمة عن أبن عباس} (٦) رفعه إلى


حدثنا هشيم قال مغيرة أخبر عن أبيه عن شعبة بن التوأم عن قيس بن عاصم الخ {غريبه}
(١) يعني علي الخير كصلة الأرحام ونصر الحق والمظلوم وأمثالها كما تقدم في شرح الحديث السابق (فتمسكوا به) اعملوا به لأنه لا يخالف تعاليم الاسلام (ولا حلف في الاسلام) أي يخالف تعاليم الاسلام والله أعلم {تخريجه} قال الحافظ رواه أحمد وعمر بن شبة (قلت) وأورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بعلامة الحسن، ورواه أيضا الطيالسي في مسنده وهو بمعني حديث جبير بن مطعم السابق، وهوحديث صحيح رواه الامام احمد ومسلم وغيرهما والله اعلم {تنبيه} انظر ما كتبته في التعليق المحمود علي كتابي منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود علي هذا الحديث رقم ٢٣٣٨ في الجزء الثاني صحيفة ٩٩ (٢) {سنده} حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن اسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الخ {غريبه} (٣) بتشديد الياء التحتية مفتوحه جمع مطيب بمعني متطيب، والتطيب استعمال الطيب، أي حضرت تعاهدهم وتعاقدهم علي أن يكون أمرهم واحدا في النصرة والحماية (٤) متعلق بشهدت وهو جمع عم كما يجمع علي أعمام (وأنا غلام صغير) (٥) معناه ما يسرني أن يكون لي الأبل الحمر التي هي أعز أموال العرب وأكرمها وأعظمها والحال اني أنقضه، والفاء في فما عاطفة أو سببية، والنكث والنقض يقال نكث الرجل العهد نكثا نقضه ونبذه فانتكث مثل نقضه فانتقض، وقصة حلف المطيبين أنه اجتمع بنو هاشم وزهرة وتميم في الجاهلية بمكة في دار ابن جدعان وتحالفوا علي أن لا يتخاذلوا ثم ملأوا جفنة طيبا ووضعوها في المسجد عند الكعبة وغمسوا أيديهم فيها وتعاقدوا علي التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم: ومسحوا الكعبة بأيديهم المطيبة توكيدا فسموا المطيبين، وتعاقدت بنوعبد الدار وحلفاؤها حلفا آخر وتعاهدوا علي أن لا يتخاذلو اقسموا الأحلاف وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأحلاف فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه باق علي ما حضره من تحالف قومه المطيبين من التناصر علي الحق والأخذ للمظلوم من الظالم وأنه لا يتعرض له ينقض بل أحكامه باقية في الاسلام وبه صرح في حديث ابن عباس الأتي (كل حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة) {تخريجه} الحديث اسناده صحيح والقسم الأخير منه الذي يقول فيه الزهري قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إسناده مرسل {والحديث} رواه الهيثمي وقال رواه (حم عل بز) ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح وكذلك مرسل الزهري (٦) {سنده} حدثنا حجاج أخبرنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي بلفظ عن ابن عباس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا حلف في الاسلام وما كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة أو حدة) وقال رواه أبو بعلي وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح اه (قلت) فقوله رواه أحمد باختصار يريد هذا الحديث وقد مضي معناه مرسلا عن الزهري في حديث عبد الرحمن بن عوف المتقدم

<<  <  ج: ص:  >  >>