للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - قال كل حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة أو حدة {عن أنس بن مالك} (١) قال قالت المهاجرون يا رسول الله ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن بذلا من كثير ولا أحسن مواساة في قليل، قد كفونا المؤنة وأشركونا في المهنأ (٢) فقد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله (٣)، قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلاما ما اثبتم عليهم به (٤) ودعوتم الله عز وجل لهم - صلى الله عليه وسلم - عن عمرو بن شعيب} (٥) عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب كتابا بين المهاجرين والانصار ان يعقلوا معاقلهم (٦) وان يفدوا عانيهم (٧) بالمعروف والاصلاح بين المسلمين


والله أعلم (١) {سنده} حدثنا معاذ ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (٢) أي في السرور قال في النهاية وكل أمر يأتيك من غير تعب فهو هنيئ وكذلك المهنأ والمهنأ والجمع المهانئ هذا هو الأصل بالهمزة وقد يخفف (٣) معناه وليس لنا أجر في ذلك فانهم أصحاب الفضل (٤) معناه لكم أجر ما أثنيتم عليهم به ودعوتم الله عز وجل لهم فهذه مكافأة تثابون عليها والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده صحيح وهو من ثلاثيات الامام أحمد رحمه الله، وأورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وقال هذا حديث ثلاثي الاسناد علي شرط الصحيحين ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة وهو ثابت في الصحيح، قال وقال البخاري أخبرنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب ثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قالت الأنصار اقسم بيننا وبين اخواننا النخيل، قال لا، قالوا افتكفوننا المؤنة ونشرككم في الثمرة قال سمعنا وأطعنا تفرد به وقال عبد الرحمن بن زيد بن اسلم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأنصار ان اخوانكم قد تركوا الأموال والأولاد وخرجوا اليكم، فقالوا أموالنا بيننا قطائع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو غير ذلك؟ قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال هم قوم لا يعرفون العمل فتكفونهم وتقاسمونهم الثمر، قالوا نعم اه (قلت) سيأتي ما ورد من الأحاديث في فضائل الأنصار ومناقبهم من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالي (٥) {سنده} حدثنا سريج حدثنا عباد عن حجاج عن عمرو بن شعيب الخ (٦) المعاقل الدايات جمع معقلة بضم القاف والمراد ان الانصار والمهاجرين يتعاونون علي دفع الدية ان لزمت أحدهم (٧) العاني الأمير وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا يعنو وهو عان المراة عانية وجمعها عوان (نه) (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام احمد وسنده صحيح، واورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وقال تفرد به أحمد (قال) وقال محمد بن اسحاق كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابا بين المهاجرين والانصار وادع فيه اليهود وعاهدهم واقرهم علي دينهم وأموالهم واشترط عليهم وشرط لهم بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا كتاب من محمد النبي الأمي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس، المهاجرون من قريش علي ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط، وبنو عوف علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، ثم ذكر كل بطن من بطون الأنصار وأهل كل دار بني: ساعدة وبني جثم وبني النجار وبني عمرو بن عوف وبني النبيت الي أن * وان المؤمنين لا يتركون مفرحا (٨) بينهم ان يعظوه بالمعروف في فداء وعقل، ولا يحالف مؤمن مولي مؤمن دونه، وان المؤمنين المتقين على من بغى منهم

<<  <  ج: ص:  >  >>