فنضح النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهي من الماء (ز)(عن جابر بن سمرة)(١) قال جاء جرمقاني (٢) الي
أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال ابن صاحبكم الذي يزعم انه نبي؟ لئن سألته لأعلمن انه نبي أو غير نبي قال فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال الجرمقاني اقرأ علي أو قص علي فتلا عليه آيات من كتاب الله تبارك وتعالي، فقال الجرمقاني هذا والله الذي جاء به موسي عليه السلام: قال عبد الله بن أحمد هذا الحديث منكر (عن عروة بن الزبير)(٣) ان أسامة بن زيد أخبره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب حمارا عليه إكاف (٤) تحته قطيفة فدكية واردف وراءه أسامة بن زيد (٥) وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحرث بن الخزرج وذلك قبل وقعة بدر حتي مر بمجلس فيه اخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود فيهم عبد الله بن أبي، وفي المجلس عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة (٦) خمر عبد الله بن أبي انفه بردائه ثم قال لا تغيروا علينا: فسلم عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - (٧) ثم وقف فنزل فدعاهم الي الله وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أبي أيها المرء لا أحسن من هذا؟ (٨) ان كان ما تقول حقا فلا تؤذينا في مجالسنا وارجع الي رحلك فمن جاءك منا فاقصص عليه، قال عبد الله بن رواحة اغشنا في مجالسنا (٩) فانا نحب ذلك، قال فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتي هموا ان يتواثبوا (١٠) فلم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم (١١) ثم ركب دابته حتي نزل علي سعد بن عبادة،
في وجهي كفا من ماء (قلت) فكأن اليهودي طلب من المسور ذلك ليتحقق من خاتم النبوة، وزجر النبي - صلى الله عليه وسلم - المسور بنضحه الماء في وجهه لأنه علم بالهام أو وحي ان اليهودي لم يؤمن به مهما ظهر له من علامات النبوة والله أعلم (تخريجه) أخرجه البغوي وسنده جيد (ز) (سنده) حدثنا عبد الرحمن المعلم أبو مسلم ثنا أيوب بن جابر اليمامي ثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة الخ (غريبه) (٢) بضم الجيم والميم بينهما راء ساكنة نسبة الي الجرامقة (قال في القاموس) الجرامقة قوم من العجم صاروا بالموصل في أوائل الاسلام الواحد جرمقاني (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله (يعني ابن الامام احمد في زوائده علي مسند أبيه) وقال منكر قال الهيثمي ما فيه غير أيوب بن جابر وثقه احمد وغيره وضعفه ابن معين وغيره (٣) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير الخ (غريبه) (٤) بكسر الهمزة وفتح الكاف مخففة هو للحمار بمنزلة السرج للفرس والقطيفة دثار (بحمل جمعها قطائف وقطف (والفدكية) بوزن حنفية منسوبة إلي فدك بلدة معروفة علي مرحلتين أو ثلاث من المدينة (٥) فيه جواز الارداف علي الحمار وغيره من الدواب إذا كان مطيقا، وفيه جواز العيادة راكبا، وفيه ان ركوب الحمار ليس بنقص في حق الكبار (٦) هو ما أرتفع من غبار حوافرها (وقوله خمر أنفه) أي غطاه (٧) فيه جواز الابتداء بالسلام علي قوم فيهم مسلمون وكفار (قال النووي) وهذا مجمع عليه (٨) لا أحسن من هذا) قال النووي هكذا هو في جميع نسخ بلادنا بألف في احسن أي ليس شئ أحسن من هذا وكذا حكاه القاضي عن جماهير رواة مسلم، قال ووقع للقاضي أبي علي الأحسن من هذا بالقصر من غير الف (قال القاضي) وهوعندي أظهر وتقديره أحسن من هذا أن تقعد في بيتك ولا تأتينا (٩) بقول عبد الله بن رواحة لعبد الله بن أبي اغشنا أنت في مجالسنا فانا نحب ذلك (١٠) أي سب بعضهم بعضا حتي قصدوا ان يساور بعضهم بعضا للمضاربة بالأيدي (١١) أي يسكنهم ويسهل الأمر بينهم