للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال أي سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب؟ يريد عبد الله بن أبي قال كذا وكذا، فقال اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذى أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة (١) (وفي رواية البحيرة) أن يتوجوه فيعصبونه بالعصابة (٢) فلما رد الله ذلك بالحق الذي اعظاك شرق (٣) بذلك فذاك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي صلي الله عليه وسلم (٤)


(١) بضم الباء علي التصغير قال القاضي وروينا في مسلم البحيرة مكبرة وكلاهما بمعني، وأصلها القرية، والمراد بها هنا مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢) معناه اتفقوا علي أن يجعلوه ملكهم وكان من عادتهم اذا ملكوا انسانا ان يتوجوه بالتاج والعمامة (٣) بكسر الراء أي غص ومعناه حسد النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان ذلك بسبب نفاقه (٤) زاد في رواية أخري عند مسلم وذلك قبل ان يسلم عبد الله قال النووي معناه قبل ان يظهر الاسلام وإلا فقد كان كافرا منافقا ظاهر النفاق (تخريجه) (ق) وابن اسحاق وغيرهم.
(تتمة في ذكر أسماء أعدائه - صلى الله عليه وسلم - من رؤساء اليهود ومن أنضم اليهم من المنافقين)
لما تخلص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أذي المشركين بمكة وصارو بالمدينة وقعوا في محنة أخري من اليهود ومنافقي الأنصار بالشنأن والبغض والمقت والغيبة والسم والسحر والغوائل، لكن من غير مجاهرة ولا مكابرة تنميما لامتحانهم ووفورا لأجورهم وتحقيقا لقوله تعالي (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذي كثيرا) فكانت الغلبة لهم وكان اعداؤهم مكبوتين مقهورين يرون في طي الأيام والليالي أنواع المكاره من ارتفاع شأن الاسلام والمسلمين وتجدد فتوحهم وعلو كلمتهم وظهور دينهم، فكان اليهود منافقوا المدينة مخزيين في جميع ما ناوءوه فيه وكادوه به، ويجمل هنا أن نذكر أسماءهم علي ما حكاه ابن هشام عن ابن اسحاق (قال ابن اسحاق) نصبت عند ذلك أحبار يهود لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - العدواة بغيا وحسدا وضغنا لما خص الله تعالي به العرب من اخذ رسوله منهم وأضاف اليهم رجال من الأوس والخزرج ممن كان عسي علي جاهليته فكانوا أهل نفاق علي دين آبائهم من الشرك والتكذيب بالبعث، الا أن الاسلام قهرهم بظهوره واجتماع قومهم عليه، فظهروا بالاسلام واتخذوه جنة من القتل ونافقوا في السر، وكان هواهم مع يهود لتكذبيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وجحودهم الاسلام، وكانت أحبار يهودهم الذين يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتعنتونه ويأتونه باللبس ليلبسوا الحق بالباطل، فكان القرآن ينزل فيهم فيما يسألونه عنه الا قليلا من المسائل في الحلال والحرام، وكان المسلمون يسألون عنها، (منهم) حيي بن أخطب واخوه ابو ياسر بن اخطب وجدي بن أخطب وسلام بن مشكم وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وسلام بن أبي الحقيق وهو أبو رافع الأعور وهو الذي قتله أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، والربيع بن أبي الحقيق وعمر بن جحاش وكعب بن الأشرف وهو من طئ ثم أحد بني نبهان وأمه من بني النضير، والحجاج بن عمرو حليف كعب بن الأشرف، وكردم بن قيس حليف كعب بن الأشرف فهؤلاء من بني النضير (ومن بني ثعلبة) ابن القطيون عبد الله بن صوريا الأعور ولم يكن بالحجاز في زمانه أعلم منه. وابن صلوبا ومخيربق وكان حبرهم (ومن بني قينقاع) زيد بن اللصيت. وسعد بن حنيف ومحمود بن سيحان وعزيز بن أبي عزيز وعبد الله بن صيف (قال) ابن هشام ويقال ابن ضيف، (قال ابن اسحاق) وسويد بن الحارث ورفاعة بن قبس وفنحاض، وأشيع ونعمان بن أضا

<<  <  ج: ص:  >  >>