للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[تعويذ عائشة النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات (أذهب البأس رب الناس الخ) التي كان يعوذ بها المرضى]-

(باب ما جاء في احتضاره صلى الله عليه وسلم ومعالجته سكرات الموت وتخييره بين الدنيا والآخرة ٥١٧ واختياره الرفيق الأعلى وهو آخر ما تكلم به) (حدثنا أبو معاوية) (١) قال ثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم (٢) وابن جعفر قال ثنا شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ (٣) بهذه الكلمات اذهب الباس (٤) رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك (٥) شفاء لا يغادر سقما، قالت فلما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه بها وأقولها (٦) قالت فنزع يده مني ثم قال رب اغفر لي وألحقني بالرفيق (٧) قال أبو معاوية قالت فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه، قال ابن جعفر ٥١٨ (٨) إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضا مسحه بيده وقال أذهب (عن ابن أبي مليكة) (٩) قال قالت عائشة مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ويومي وبين سحري (١٠) ونحري فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب فنظر إليه فظنت أن له فيه حاجة، قالت فأخذنه فمضغته (١١) ونفضته وطيبته ثم دفتنه إليه فاستن (١٢) كأحسن ما رأيته مستنا قط ثم ذهب يرفعه


وقتل عمر بن الخطاب صبرا، وقتل عثمان بن عفان صبرا، وقتل علي بن أبي طالب صبرا، وعم الحسن بن علي، وقتل الحسين بن علي صبرًا رضي الله عنهم فما نرجو بعدهم (تخريجه) (ك. هق) وصححه الحاكم واقره الذهبي، وأورده أيضا الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (باب) (١) (حدثنا أبو معاوية الخ) (غريبه) (٢) أعلم وفقني الله وإياك أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى روى هذا الحديث باسنادين انتهى السند الأول إلى هنا ثم ابتدأ السند الثاني بقوله وابن جعفر يعني وحدثنا ابن جعفر الخ (٣) بضم أوله وفتح المهملة وكسر الواو مشددة أي يلتجئ إلى الله عز وجل بالدعاء للمريض، وجاء في آخر الحديث من رواية محمد بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضا مسحه بيده وقال أذهب يعني اذهب الباس الخ (٤) بغير همز المؤاخاة وبالهمز على الأصل والباس ما يقع للإنسان من الشدة من أي نوع كالمرض والفقر وغير ذلك (٥) أي لا ينجح الدواء إلا بتقديرك (وقوله لا يغادر سقما) أي لا يترك مرضا (وسقما) بفتحتين ويجوز ضم ثم إسكان لغتان والجملة صفة لقوله شفاه (٦) إنما كانت عائشة رضي الله عنها تمسح بيده صلى الله عليه وسلم رجاء بركتها كما صرحت بذلك في حديث آخر (٧) جاء عند مسلم في هذا الحديث (بالرفيق الأعلى قالت فذهبت انظر فإذا هو قد قضى) تعني مات، قيل يعني بالرفيق الأعلى الملائكة والنبيين وقيل يعني به الله عز وجل والله أعلم (٨) هو أحمد بن جعفر الذي روى عنه الإمام أحمد هذا الحديث في السند الثاني قال في روايته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضا الخ (تخريجه) (م) من طرق متعددة مطولا كما هنا وابن ماجه ورواه البخاري والنسائي مختصر إلى قوله سقما (٩) (سنده) حدثنا إسماعيل قال أنا أيوب عن ابن أبي مليكة قال قالت عائشة الخ (غريبه) (١٠) بفتح السين وسكون الحاء المهملتين وتضم السين كما في القاموس وغيره وهي الرئة (ونحري) بالحاء المهملة موضع القلادة في الصدر (١١) أي لينته بريقها (وطيبته) أي بالماء ليزداد لينه (١٢) أي استاك وجاء عند البخاري فاستن بها (أي الجريدة) كأحسن ما كان مسننا

<<  <  ج: ص:  >  >>