للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[معالجة صلى الله عليه وسلم سكرات الموت وقول فاطمة رضي الله عنها واكرباه]-

إلى فسقط من يده فأخذت أدعو الله عز وجل بدعاء كان يدعو له به جبريل عليه السلام (١) وكان هو يدعو به إذا مرض فلم يدع به في مرضه ذلك، فرفع بصره إلى السماء وقال الرفيق الأعلى الرفيق الأعلى (٢) يعني وفاضت نفسه فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه (٣) في آخر يوم من أيام الدنيا (عن أنس) (٤) قال لما قالت فاطمة ذلك يعني لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ٥١٩ كرب الموت ما وجد، قالت فاطمة واكرباه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنية قد حضر بابيك ما ليس الله بتارك منه أحدًا لموافاة يوم القيامة (حدثنا أبو اليمان) (٥) قال أنا شعيب عن الزهري ٥٢٠ قال قال عروة بن الزبير إن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيا (٦) فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشى عليه، فلما أفاق خص بصره نحو سقف البيت ثم قال اللهم الرفيق الأعلى، قالت فقلت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح (٧) (عن عائشة رضي الله عنها) (٨) قالت سمعت رسول الله ٥٢١ صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة، قالت فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم المرض الذي قبض فيه أخذته بحة (٩) فسمعته يقول مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين


(١) تقدم في باب الألفاظ الواردة في الرقي في كتاب الطب في الجزء الرابع عشر صلى الله عليه وسلم ص ١٨٠ رقم ١٢٧ عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل عليه السلام فقال (بسم الله أرقيك من كل داء يشفيك من شر حاسد إذا حسد ومن شر كل ذي عين) فالظاهر أنها تعني هذا الدعاء والله أعلم (٢) أي الجماعة من الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين وقيل غير ذلك (٣) تعني بسبب السواك (تخريجه) (خ هق) (وغيرهما) (٤) (سنده) حدثنا أبو النضر ثنا المبارك عن أنس الخ (تخريجه) (طل) وابن سعد في الطبقات ورواه البخاري مطولا من حديث أنس أيضا قال لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه فقالت فاطمة عليها السلام واكرب أباه، فقال ليس على أبيك كرب بعد هذا اليوم، فلما مات قالت يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه. من جنة الفردوس مأواه. يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، فلما دفن قالت فاكمة عليها السلام يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أهـ (قلت) ما جاء عند البخاري من قول فاطمة بعد موته وبعد دفنه صلى الله عليه وسلم سيأتي عند الإمام أحمد في باب احتضاره وفي باب ما جاء في دفنه صلى الله عليه وسلم (٥) (حدثنا أبو اليمان الخ) (غريبه) (٦) بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الياء الثانية مفتوحة أي يتسلم إليه الأمر، أو يملك في أمره، أو يسلم عليه تسليم الوداع، وجاء في رواية عند البخاري ثم يحيا أو يخير، يعني بين الدنيا والآخرة والشك من الراوي وله في رواية أخرى (ثم يخير) بدون ثم يحيا (٧) ما فهمته عائشة رضي الله عنها من قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم الرفيق الأعلى) أنه خير نظير فهم أبيها رضي الله عنه في قوله صلى الله عليه وسلم (إن عبدا خيره الله) أن العبد المراد به هو النبي صلى الله عليه وسلم حتى بكى أبو بكر، زاد البخاري في رواية أخرى (قالت فكان آخر كلمة تكلم بها اللهم الرفيق الأعلى، وفي رواية أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عند النسائي وصححه ابن حيان فقال أسال الله الرفيق الأسعد جبريل وميكائيل وإسرافيل، وظاهره أن الرفيق المكان الذي يجعل فيه المرافقة مع المذكورين والله أعلم (تخريجه) (ق وغيرهما) (٨) (سنده) حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن أبيه عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (٩) بضم الموحدة وتشديد المهملة

<<  <  ج: ص:  >  >>