للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[تقبيل أبي بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وبكائه عند ذلك]-

يعد وفاته فوضع فمه بين عينيه ووضع يده على صدغيه وقال وانبياه واخليلاه واصفياه ٥٢٦ (وعنها أيضًا) (١) أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل عليها فتيمم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى ببرد حبرة (٢) فكشف عن وجهه ثم اكب عليه (٣) فقبله وبكى ثم قال بابي (٤) وأمي والله لا يجمع الله ٥٣٧ عز وجل عليك موتتين أبدا (٥) أما الموته التي قد كتبت عليك فقد متها (عن أبي سلمة بن عبد الرحمن) (٦) قال كان ابن عباس يحدث أن أبا بكر الصديق دخل المسجد وعمر يحدث الناس، فمضى حتى أتى البيت الذي توفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم


في الشمائل وسنده حسن وأخرجه أيضا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي أبو علي البغدادي الصدوق مات سنه سبع وخمسين ومائتين وقد جاوز المائة كما ذكره الطبري في الرياض، قال ولا تضاد أي لا تخالف بين هذا على تقدير صحته وبين ما تقدم مما تضمن ثباته يعني أبا بكر بأن يكون قد قال ذلك من غير انزعاج ولا قلق خافتا به صوته ثم التفت إليهم وقال ما قال (١) (سنده) حدثنا عن بن اسحاق قال أنا عبد الله قال أنا يونس ومعمر عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن أبا بكر الصديق دخل عليها الخ (غريبه) (٢) تقدم شرح هذه الجملة في الباب السابق من حديث عائشة أيضا (٣) أي لازمه (وقوله فقبله وبكى) فيه جواز تقبيل الميت والبكاء عند ذاك فقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم حيث قد دخل على عثمان بن مظعون وهو ميت فانكب عليه وقبله ثم بكى حتى سالت دموعه على وجنتيه، رواه الترمذي والإمام أحمد وسيأتي في مناقب عثمان بن مظعون من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (٤) الباء في بأبي تتعلق بمحذوف اسم أي أنت مفدى بأبي وأمي فيكون مرفوعا مبتدأ أو خبرًا أو فعل فيكون ما بعده نصبا أي فديتك بأبي وأمي لو كان ذلك ممكنا لأن حقيقة التفدية بعد الموت لا تتصور (٥) أشار بذلك على الرد على من زعم أنه صلى الله عليه وسلم يحيا بعد موته هذا فيقطع أيدي رجال منافقين، لأنه لو صح ذلك لزم أن يموت موتة أخرى فأخبر أنه أكرم على الله من أن يجمع عليه موتتين كما جمعها على غيره كالذي مر على قرية أو لأنه يحيا في قبره ثم لا يموت (نخرجيه) (خ نس جه) (٦) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن الخ (تخريجه) الحديث صحيح وأخرج نحوه البخاري بمعناه من طريق عقيل عن الزهري في حديث، طويل وفي المواهب اللدنية قال أخرج أبو نعيم عن علي قال لما قبض صلى الله عليه وسلم صعد ملك الموت باكيا إلى السماء، والذي بعثه بالحق نبيا لقد سمعت صوتا من السماء ينادي وامحمداه الحديث: كل المصائب تهون عند هذه المصيبة (وفي سنن ابن ماجه) عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال في مرضه أيها الناس إن أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدا من أمتي أن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي (وقال أبو الجوزاء) كن الرجل من المدينة إذا أصابته المصيبة جاء أخوه يعني في الإسلام فصافحه ويقول يا عبد الله اتق الله فإن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، ويعجبني قول القائل
اصبر لكل مصيبة وتجلد ... واعلم بأن المرء غير مخلد ... واصبر كما صبر الكرام فإنها
فرب تتوب اليوم تكشف في غد ... وإذا اتتك مصيبة تشجى بها ... فاذكر مصابك بالنبي محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>