-[كيفية صلاة الجنازة على النبي صلى الله عليه وسلم وأن أول من صلى عليه الملائكة ثم الرجال ثم النساء ثم الصبيان]-
قالوا كيف نصلي عليه؟ قال ادخلوا أرسالا أرسالا (١) قال فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر، قال فلما وضع في لحده صلى الله عليه وسلم قال المغيرة قد بقى من رجليه شيء لم يصلحوه، قالوا فادخل فأصلحه فدخل وأدخل يده فمس قدميه، فقال أهيلوا علي التراب فأهلوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف، ساقيه ثم خرج فكان يقول أنا أحدثكم عهدًا برسول الله ٥٤٦ صلى الله عليه وسلم (عن عبد الله بن الحارث)(٢) قال اعتمرت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في زمان عمر أو زمان عثمان فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب، فلما فرغ من عمرته رجع فسكب له
الهاء هو أين أسد العيمي أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث يقول بهز إن أبا عسيم شهد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (١) بفتح الهمزة وسكون الراه جمع رسل بفتح الراء والسين أي أفواجا وفرقا متقطعة يتبع بعضهم بعضا (تخريجه) أورده الحافظ في الإصابة تحت ترجمة أبو عسيم بالميم وعزاه للحاكم والبغوي، وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (قال في المواهب) وفي حديث ابن عباس عند ابن ماجه لما فرغوا دخل النساء حتى إذا فرغن دخل الصبيان ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أهـ (قال الحافظ ابن كثير) في تاريخه هذا أمر مجمع عليه، واختلف في أنه تعبد لا يعقل معناه أو ليباشر كل واحد الصلاة عليه منه إليه؟ (قال السهيلي) قد أخبر الله تعالى إنه وملائكته يصلون عليه، وأمر كل واحد من المؤمنين أن يصلي عليه، فوجب على كل أحد أن يباشر الصلاة عليه بعد موته من هذا القبيل، قال وأيضا فإن الملائكة لنا أئمة أهـ (وقال الإمام الشافعي في الأم) وذلك لعظم أمره صلى الله عليه وسلم وتنافسهم فيمن يتولى الصلاة عليه أهـ (قال في المواهب) وفي رواية أن أول من صلى عليه الملائكة أفواجا ثم أهل بيته ثم الناس فوجا فوجا ثم نساؤه آخرا أهـ (قال الحافظ بن كثير في تاريخه) قال الواقدي حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم قال وجدت كتابا يخط أبي فيه أنه لما كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع على سريره دخل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ومعهما نفر من المهاجرين والأنصار بقدر ما يسع البيت فقالا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وسلم المهاجرون والأنصار كما سلم أبو بكر وعمر ثم صفوا صفوفًا لا يؤمهم أحد فقال أبو بكر وعمر وهما في الصف الأول حيال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنا نشهد أنه قد بلغ ما أنزل إليه ونصح لأمته وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله دينه وتمت كلمته وأومن به وحده لا شريك له فاجعلنا إلاهنا ممن يتبع القول الذي أنزل معه، واجمع بيننا وبينه حتى تعرفه بنا وتعرفنا به، فإنه كان بالمؤمنين رءوفا رحيما، لا نبتغي بالإيمان به بديلا ولا نشترى به ثمنا أبدا، فيقول الناس آمين آمين ويخرجون ويدخل آخرون، حتى صلى الرجال ثم النساء ثم الصبيان، وقد قيل إنهم صلوا عليه من بعد الزوال يوم الاثنين إلى مثله من يوم الثلاثاء، وقيل أنهم مكثوا ثلاثة أيام يصلون عليه والله أعلم أهـ (وقال الزرقاني في شرح المواهب) وأخرج الترمذي أن الناس قالوا لأبي بكر أتصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم، قالوا وكيف نصلي؟ قال يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون، ثم يدخل قوم فيصلون فيكبرون ويدعون فرادى (٢) (سنده) حدثنا يعقوب حدثنا أبى عن ابن اسحاق حدثني أبي اسحاق بن يسار عن مقسم أبي القاسم مولى