-[ما جاء في دفنه صلى الله عليه وسلم وقبره ومن كان الناس عهدًا به آخر]-
غسل (١) فاغتسل فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا يا أبا حسن جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه؟ قال أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا أجل (٢) عن ذلك جئنا نسالك، قال أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم فثم (٣) بن العباس (باب ما جاء في دفنه وقبره صلى الله عليه وسلم وتغير الحال بعد موته)(عن ابن جريح)(٤) قال أخبرني أبي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يدروا أين يقبرون النبي صلى الله عليه وسلم حتى
عبد الله بن الحارث بن نوفل عن مولاه عبد الله بن الحارث الخ (غريبه) (١) الغسل بضم الغين المعجمة وسكون السين الماء الذي يغتسل به وهو الاسم أيضا من غسلته والغسل بالفتح المصدر وبالكسر ما يغسل به من خطمي وغيره (نه) (٢) أي نعم (٣) فثم بضم القاف وفتح المثلثة ابن العباس بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم (قال في المواهب اللدنية) وقد اختلف فيمن أدخله قبره، وأصح ما روى أنه نزل في قبره عمه العباس وعلى وفثم بن العباس والفضل بن العباس وكان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم فثم بن العباس أي أنه تأخر في القبر حتى خرجوا قبله والله أعلم (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله؟؟، ورواه ابن أسحاق في المغازي بسنده ومتنه إلا أنه قال قبل ذكره ما نصه: وقد كان المغيرة بن شعبة يدعى أنه أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أخذت خاتمي فألقيته في القبر وقلت إن خاتمي سقط مني، وإنما طرحته عمدا لأمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر حديث الباب بسنده ومتنه وزاد فيه أن عليا رضي الله عليه قال في جوابه عن سؤال النفر من أهل العراق كذب (يعني المغيرة فيما ادعاه) ثم قال أحدث الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم فثم بن عباس، ونقله عنه أيضا الحافظ بن كثير في تاريخه، ثم قال وهذا الذي ذكره عن المغيرة بن شعبة لا يقتضي أنه حصل له ما أمله فإنه قد يكون علي رضي الله عنه لم يمكنه من النزول في القبر بل أمر غيره فناوله إياه، وعلى ما تقدم يكون الذي أمره. بمناولته فثم بن عباس والله أعلم بحقيقة الحال (باب) (٤) (سنده) حدثنا عبد الرزاق قال أخبرني ابن جريج الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد ثم قال وهذا فيه انقطاع بين عبد العزيز بن جريج وبين الصديق فإنه لم يدركه (قلت) وتوضيح ذلك أن ابن جريج اسمه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وأبوه عبد العزيز متأخر لم يدرك هذه القصة (قال) لكن رواه الحافظ أبو يعلي من حديث ابن عباس وعائشة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، ورواه، أيضا الترمذي من حديث عائشة وفي إسناده عندهم عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي ضعفه الترمذي، ثم قال وقدروي هذا الحديث من غير هذا الوجه أهـ (قلت) وجاء في الموطأ أن أبا بكر الصديق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما دفن نبي قط إلا في مكانه الذي توفي فيه فحفر له فيه (قال الزرقاني) في شرحه على الموطأ أخرجه ابن سعد من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس، ومن طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وأخرج الترمذي عن أبي بكر مرفوعا ما قبض الله تعالى نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه، وأخرجه ابن ماجه عنه بلفظ ما مات نبي إلا دفن حيث قبض ولذا سأل موسى ربه عند